عمان- فيما أعلن جيش الاحتلال أول من امس، بدء عملية برية محدودة بغزة بهدف توسيع المنطقة الدفاعية، ووضع خط بين شمال قطاع غزة وجنوبه، قال مراقبون، إن أي عملية برية عسكرية تتطلب الأخذ بالطبيعة الجغرافية ثم تقدير موقف استخباراتي، وبناء على ذلك فإن عدم رد المقاومة يعني جعل إسرائيل غير قادرة على معرفة أين توجد فصائل المقاومة.
ويرى هؤلاء في أحاديث منفصلة
لـ" الغد"، إن استئناف الحرب على قطاع غزة، يأتي في سياق تفسير سلوك رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والأهداف التي يريد تحقيقها عبر إشعال المواجهة مرة أخرى، وضربه بعرض الحائط ضمانات جميع الوسطاء الراعين لاتفاق وقف إطلاق النار، في محاولة منه تسيير الوقائع الميدانية لخدمة أجندته الخاصة.
قصف غزة له أبعاد سياسية وعسكرية
وفي هذا الاطار، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي نضال ابو زيد، بأن الحرب سياسة لكن بوسائل اكثر خشونة، لذلك بالتالي فان توقيت عودة اسرائيل للقصف الجوي في قطاع غزة يبدو ان له ابعاد سياسية وعسكرية، أبرزها ان نتنياهو اصبح بحاجة لعودة بن غفير للحكومة لأن إستطلاعات الرأي تشير الى ان حكومة نتنياهو قد تخسر التصويت على الميزانية، ما دفع نتنياهو لضرورة اعادة بن غفير والست مقاعد التي يملكها في الكنيست لتجاوز ازمة الموازنة.
وأشار إلى ان بن غفير اشترط ايضا اقالة رئيس الشاباك رونين بار وعودة السيطرة على محور نتساريم، وشروط بن غفير اكتملت ونجح بابتزاز نتنياهو الذي يبدو انه يتورط عسكريا وسياسيا.
واضاف ابو زيد، الى ان حكومة نتنياهو مأزومة وتحاول تصدير ازمتها للخارج عبر العودة للقتال في غزة،.
ولفت الى ان ردة فعل المقاومة البطيئة لغاية الآن تشير لإدراكها، بأن الاحتلال يريد ان يحقق الاشتباك مع المقاومة لمعرفة نوايا وقدرات وامكانيات المقاومة بعد وقف اطلاق النار، يضاف لذلك أن المقاومة تدرك ايضا ما تحدث به وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأن الهدف من العودة للقتال هو إستعادة الأسرى بالقوة، وهناك تريد المقاومة تجريد الاحتلال من تحقيق كل اهدافه السابقة كما فعلت طيلة 471 يوم السابقة.
طرفا الحرب يتجهزان للمرحلة المقبلة
من جهته، قال المحلل السياسي د. صدام الحجاحجة، أن طرفي الحرب يتجهزان للمرحلة المقبلة عبر خطط وتكتيكات وترتيبات دفاعية، وإعادة تموضع وتقسيم موارد وإعادة بناء القوة، لذلك يحاول جيش الاحتلال تحقيق تماس مع قطاع غزة.
واضاف "عدم معرفة إسرائيل بترتيبات المقاومة الدفاعية يجعلها في موضع قلق، بخاصة مع وقف طلعاتها الجوية والتجسسية خلال اتفاق وقف إطلاق النار، واختلاف كبير بالطبيعة الجغرافية عن بداية المعركة".
وتابع : الأحداث السياسية والعسكرية في المنطقة أعطت التصعيد الإسرائيلي هذه المرة سياقا مختلفا عما كان عليه الحال في الـ 7 تشرين الأول "أكتوبر" 2023، وهو ما يدفع لطرح عدة أسئلة محورية: كيف اختلفت ظروف حرب الاحتلال على غزة عما كانت عليه سابقا؟ ما هي أهداف نتنياهو من الحرب؟ وإلى أين ستؤول المنطقة؟.
أهداف غير معلنة لاستئناف للحرب
بدوره، قال عميد كلية القانون السابق في جامعة الزيتونة د. محمد فهمي الغزو، إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اشار الى ان استئناف الحرب جاء كنتيجة لرفض حركة حماس المتكرر لإطلاق سراح الأسرى، ولجميع المقترحات التي قدمها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف والوسيطان القطري والمصري.
وتابع : هناك أهداف غير معلنة لاستئناف للحرب تتمثل بتهرب حكومة الاحتلال من التزاماتها في إتفاق وقف إطلاق النار التي وقعت عليها مع حركة حماس، وأبرزها الانسحاب من محور فيلاديلفيا، ومحاولة نتنياهو إطالة عمره السياسي عبر إعادة إ