عمان- تكتسي أعمال الفنانة التشكيلية الأردنية رناد محمد الشبلي، عمقا فلسفيا خياليا مرتبطا بالواقع، لتشكل سيمفونية فنية تأسر المتلقي، وتشع بالأمل في زاوية خفية من درب الإبداع.
تتبع الشبلي أسلوبا فنيا وثقافة بصرية من خلال تركيزها على دراسة ما حولها، وتصوغه على اللوحة، وفق ما أكدته لـ"الغد"، بأن الفن هو الحياة، ومخرج لعالمها الاجتماعي الخيالي الخاص الذي تستهوي منه أفكارها وتنفذه على لوحاتها.
وتتعامل الشبلي مع كل التفاصيل والمفردات في أعمالها بأسلوب فلسفي يفيض من الواقعية بحجة الإفصاح عن أحاسيس ومشاعر توقظ في المتلقي نبرة السؤال والتأويل حول ما تريد أن تعبر عنه بعفوية وفق رؤى وحكمة فنية لا يدركها إلا العارفون والمنشغلون بالحالة التشكيلية.
وذلك، لأنها تعرف مفهوم الفن التشكيلي بالترجمة والتعبير بما يدور في الذهن من موضوعات وقضايا، حيث إنها تتعامل مع الموضوع بعمق وبأكثر من زاوية ورؤية، فعندما تتذوق صوت الموسيقا تظهر لها الألوان وتفتح لها بوابة الخيال، وهنا تبدأ عملية تصوير أفكارها لتجسيدها على أرض الواقع، والواقع بالنسبة لها هو الفن الذي يجب على أي فنان في أثناء إنتاجه لعمله التشكيلي أن يدرسه ويغوص في أعماقه، وعليه تتولد داخله عملية الحوار بينه وبين عمله، بحسبها: " أرسم فكرة بشيء آخر مختلف وبلغة فكرية وبصرية تصاغ ما بناه خيالي".
وترى الشبلي أن الفن التشكيلي أمر بالغ في الأهمية، وترجمته عبر العديد من الأساليب الفنية التشكيلية التي تعتمد على التعبير عن الفكرة أو الموضوع بعيدا عن التفاصيل الدقيقة للأشكال أو المفردات المرسومة وتكوينات خاصة بها وتقنيات تعرفها.
لذلك، فإنها ترى أن الفن بالنسبة لها، هو عبارة عن علامة استفهام أو تعجب؛ ليس عليه بأن يكون جوابا، ومن هذا القبيل تجد لنفسها مسارا فنيا ذا أبعاد جمالية تمزج بين حب الفن التشكيلي، وروح التلقائية، مشيرة إلى أن الرسم بالألوان الزيتية والمائية والخشبية والأكريليك ينبع من حرصها على الإجادة وتجريب العديد من الأساليب الفنية من خلال المدارس التي تهتم باللون المركزي أمثال: التنقيطية والتكعيبية والتعبيرية والسريالية وغيرها من المدارس التي كانت الألوان هي الفيصل لدمج المدارس التشكيلية.
وتقول: "إن لكل مدرسة نواتها الإبداعية وخصائص ألوانها، لذا كان علي الإلمام بكل تلك الخصائص ومعرفة درجات التقارب في الدمج وقياس حركة التأثير الخاصة والعامة"، مشيرة إلى أنه توجد ممازجة في الفكرة والأجواء والألوان، وأنه بالإمكان نشر التساؤلات والتعجب بالفن، وهذا ما تكرسه في أعمالها معبرة عن شعورها بالسعادة أثناء مشاركتها في الملتقيات الفنية، ما يطلق عليها تسمية "سمبوزيوم" داخل الأردن والدولية العربية والأجنبية؛ إضافة إلى اهتمامها بقضايا المرأة.
ومارست الشبلي التي تقطن في بلدة ماحص التابعة لمحافظة البلقاء، الرسم بريشتها وألوانها، ونسجت من الواقع إبداعات فنية، لم تكن موهبة فقط بقدر ما سعت إليه كنافذة للانطلاق منها لرؤية أفق فنية متعددة ترسم ما يميزها وتدمج الألوان وتمزجها مع مزيج الحياة من الأحداث والوقائع التي تعتمد فيها على خيالها الواسع، وهو ما يجعل أعمالها قريبة من المتلقي.
ولا تنكر الشبلي تأثرها بالفنانين التجريديين، وما زالت، بحسبها "لأنني أفضل أن أقف أمام اللوحة التي تثير بداخلي التساؤل والحماس"، مؤكدة أن هناك العديد من الفنانين العظماء الذين ينتجون أعمالا فنية مختلفة تماما، ولكن عندما تنظر إلى عمل فني جيد فإنه يمنحك الطاقة للاستمرار والعمل.
واستطاعت الشبلي أن تمزج بين فن الأشكال والألون والرسومات، لأنه جزء منها، وأمضت وقتا طويلا به