فايز الماضي

أياماً قليلةً تفصلنا عن إنطلاق عربة مجلس نوابنا العتيد ...بحلته الجديدة..وتنوعه السياسي الواعد...ولعلنا اليوم أمام تحدٍ وطنيٍ غير مسبوق ..ولحظة تاريخية ...ومرحلةٍ استثنائيةٍ من عمر الوطن ....تتطلب منا جميعاً وحدة الصف
..وصلابة الموقف
....والحذر الشديد ....فالظرف دقيق ...والمستقبل ضبابي وغامض ...والظروفٍ الإقليمية والدولية من حولنا خطيرة وبالغة التعقيد ..... والإدارة الامريكية الوشيكة والمُنتظرة ....لانعلم خيرها من شرها .. وهذا العالم ذاهبٌ. لامحالة الى الهاوية...والى حربٍ إقليمية ستاتي على الأخضر واليابس ...وسُتحرق الجميع ...مالم يضعُ العالمُ حداً..لمعارك تقاسم النفوذ في المنطقة... ولرعونة الحكومة الصهيونية المتطرفة في تل ابيب....ويكبحُ من جماح حماقات اليمين المتطرف في تل ابيب..ومالم
تُغيّر الادارة الاميركية الجديدة ...في واشنطن .سبل تعاطيها مع قضايا المنطقة...فإن المنطقة ذاهبةً الى المجهول.

وأمام هذا المشهد الضبابي ..وهذه الفوضى التي تعصفُ بالإقليم ...فإن على ابناء الاسرة الاردنية الواحدة وعلى اختلاف مشاربهم ومواقعهم .ومنابتهم واصولهم ....أن يقفوا صفاّ واحداً ..خلف قيادتهم الشجاعة ...وجيشهم العربي المصطفوي الباسل ..وأجهزتهم الأمنية المحترفة ...وأن يُحصِّنوا ساحاتهم الوطنية من المغامرين والحاقدين والمتربصين . ..وان يَعوا ..معنى هذا التحرش المريب بحدودنا وساحاتنا ...لزج هذا الوطن في أتون حربٍ قذرة لاناقة لنا فيها ولاجمل ..

وفي الحديث عن شأننا الداخلي ...فقد صدعت
..حكومة جلالة الملك...للتوجيه الملكي السامي ...لتُؤسس على ما أُنجز في محور التحديث السياسي ...وشرعت وبقوة في العمل على تنشيط وتحفيز عجلة الإقتصاد .... إيذاناً بإنطلاق مرحلة التحديث الاقتصادي.

ولإيمان هذه الحكومة المطلق بأن الشراكة الفاعلة والمثمرة مع مجلس الامة ..بغرفتيه النواب والاعيان ..هي ضرورة وطنية ....وخياراً استراتيجياً لارجعة عنه...فقد بادرت الحكومة ...وبقيادة دولة الرئيس ...وبُعيد تكليفها .. بفتح حوارات راقية ومسؤولة مع السادة نواب الأُمة...وإستمعت لهم .....وحاورتهم ....وشرَّعت لهم الأبواب ...وإجتهدت لتفعيل مبدأ الفصل المرن مابين السلطات ...واشتبكت وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية مع الأحزاب السياسية الفائزة بالانتخابات البرلمانية ونوابها الفائزين في حواراتٍ ثنائيةٍ مثمرةٍ وفاعلة .وكحلقة وصلٍ مابين السلطتين التنفيذية والتشريعية ....ومن المؤمل أن يشكل وصول مايزيد عن مائة نائب سياسي وحزبي وعلى اختلاف مشاربهم السياسية والحزبية لقبة البرلمان إثراءاً للدور المنوط بمجلس الامة في مجالي التشريع والرقابة.

وبانتظار الدورة البرلمانية الاولى لمجلس النواب العشرين ..نتطلع كمراقبين ..ومواطنين ..لحراك برلماني وبرامجي ...استثنائي يليق بهذا الوطن وقيادته وشعبه العظيم.....ومعارضةً راشدةً وناضجةً ومسؤولة.....تتماهى تماماً...مع ثوابتنا الوطنية ...ومصالح دولتنا الداخلية الخارجية ....وبعيدةً كل البعد عن روح المناكفة والمشاكسة والمزايدة.
.