وطنا اليوم_د هايل ودعان الدعجة . لقد بعثت نتائج انتخابات مجلس النواب العشرين بالصورة التي ظهرت عليها ، إن من حيث النزاهة والشفافية والصدقية العالية التي تحلت بها او من حيث عدد المقاعد التي حصدها التيار الاسلامي على القائمة الحزبية والقائمة المحلية ، برسالة الى كل متابع ومراقب للمشهد السياسي الاردني عن مدى جدية الدولة بالذهاب بعيدا في مسار التحديث وتطبيقه على ارض الواقع ، والذي يهدف الى الوصول الى محطة الحكومات الحزبية من خلال الارتقاء باداء مؤسسات الدولة وتحديدا المؤسسة البرلمانية ، بما يضمن استعادة ثقة المواطن بها . الامر الذي احدث ما يشبه المفاجأة الايجابية بالشارع الاردني الذي فقد ثقته بالعملية الانتخابية ، بطريقة ستجعله يعيد حساباته ومواقفه واحكامه المسبقة منها . ولأن الانتخابات وبالصورة الديمقراطية التي ظهرت بها ، تعد اولى الخطوات في مسار التحديث ، فان من المتوقع ان تشكل الترتيبات الداخلية للمجلس العشرين وتحديدا على موقع الرئيس ( والمكتب الدائم ) ، الخطوة المهمة الثانية في هذا المسار ، خاصة ان هذه الخطوة ستكون بمثابة المرآة التي ستعكس صورة المجلس وتعطي فكرة او انطباعا اوليا عن الحالة التي سيكون عليها .. وما اذا كان سينحج في تغيير الصورة السلبية التي لدى المواطن عن المجالس النيابية بسبب ضعف ادائها . ولأن من المتوقع ان تكون المنافسة على هذا المنصب مقتصرة على نواب تيار الوسط ، رغم حصول جبهة العمل الاسلامي على عدد لا يستهان به من المقاعد ، فان هذا من شأنه ان يجعل من عملية الظفر به عملية ليست بالسهلة ، وذلك رغم وجود تشابه وقواسم مشتركة عديدة بين نواب الاحزاب التي يتكون منها هذا التيار ، الذي يمثل الطرف...