وطنا اليوم_ *دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان الأكرم،* تحية طيبة وبعد،   أهنئكم على الثقة الملكية السامية بتكليفكم بمسؤولية رئيس الوزراء، وفي ضوء تجربتكم العميقة ورؤيتكم المستقبلية، أكتب لكم اليوم لتسليط الضوء على إحدى المشكلات التي تعيق النمو الاقتصادي في بلدنا، خصوصًا في المناطق الريفية والمناطق الأقل حظًا، وهي نقص وسائل النقل منخفضة التكلفة وتحديات الوصول إلى وسائل النقل المناسبة.   في الأردن، يواجه العديد من أبناء المحافظات صعوبات بالغة في الوصول إلى أماكن العمل بسبب غياب وسائل النقل العام الفاعلة، وهذا يحد بشكل كبير من فرص العمل للآلاف من المواطنين، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة، خاصة بين الشباب.   *أحد الحلول العملية التي يمكن تبنيها هو تحرير سوق وسائل النقل ذات العجلتين*، مثل الدراجات النارية والسكوترات ذات المحركات الصغيرة التي تقل سعتها عن 250 سي سي. في دول مثل تايلاند وإندونيسيا وماليزيا، وحتى بعض الدول المجاورة للأردن، أصبحت الدراجات النارية الصغيرة وسيلة نقل أساسية لملايين الأشخاص، وساهمت في تحقيق نمو اقتصادي ملحوظ. في تلك الدول، يعتمد ما بين 35% إلى 65% من السكان على وسائل النقل ذات العجلتين، بينما في الأردن، لا تتجاوز هذه النسبة 1%، ليس بسبب ضعف الطلب، بل بسبب التشريعات الصارمة التي تم تعديلها أكثر من مرة دون تحقيق تقدم ملحوظ.   حاليًا، يواجه من يرغب في امتلاك وترخيص الدراجات النارية (السكوتر) تحديات كبيرة، حيث يتعين عليه اجتياز امتحانات قيادة معقدة وغير ضرورية. هذه التشديدات قد أدت إلى رسوب أكثر من 95% من المتقدمين، بعضهم يفشل في الامتحان لأكثر من تسع مرات. هذا النهج المتشدد أصبح عبئًا على المواطن، وعلى الاقتصاد.   إن التشدد الحالي في امتحانات قيادة الدراجات...