وطنا اليوم_بقلم الدكتور اسعد عبد الله _شكل هجوم 7 أكتوبر 2023 تحولاً دراماتيكياً في المشهد السياسي والأمني الإسرائيلي، إذ أظهر ثغرات خطيرة في الاستراتيجية الأمنية التي يتحمل مسؤوليتها كاملة بنيامين نتنياهو، شاء أم راوغ! وفي ظل الانتقادات المتصاعدة والتشكيك الشعبي في قيادته، يحاول استغلال الأزمة كفرصة لإعادة توجيه اهتمام المجتمع الإسرائيلي ودغدغة مشاعرهم بشكل مرضي وشوفيني نحو طموحات توسعية. مدعياً أن إسرائيل، لتظل قوية وآمنة، يجب أن “تتوسع” كما أشار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في لقاء سابق، بعد “وشوشة” في أذنه من قبل نتنياهو كما أظن -وليس كل الظن إثم!   لكن إلى أين يريد نتنياهو أخذ إسرائيل؟ وما هي الرؤية الحقيقية التي يسعى لتحقيقها؟ تتضمن هذه الرؤية: (1) طموحات توسعية، (2) محاولة جر الولايات المتحدة إلى صراع إقليمي أكبر، (3) خلق وقائع جديدة قد تغير الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط، ولكن على حساب أمن المنطقة واستقرارها. يعتبر نتنياهو أن الظروف الإقليمية وتراجع تأثير المعارضة الدولية وانعدام العقاب تساعده في تحقيق أهدافه، مدفوعاً بدعم مكون غير قليل من المجتمع الإسرائيلي، الذي يرى فيه “ملك إسرائيل” و”الساحر” القادر على تحقيق الحلم التوراتي.   يشمل مشروعه التوسعي السيطرة الكاملة على قطاع غزة، وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم لإخلاء ثلث من القطاع، وربما تحويله إلى منطقة استيطانية. ويرى نتنياهو أن إقامة منطقة عازلة بعمق 10 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، خالية من القرى والسكان، سيساعد في تأمين الحدود الشمالية وتقليل فرص أي تهديد مستقبلي من حزب الله.   في أعقاب فشل 7 أكتوبر، بدأ نتنياهو بتوجيه الأنظار نحو ما أسماه “المهمة التاريخية” التي يسعى لتحقيقها، محاولاً استخدام التوسع كوسيلة لتكفير أخطائه، بل خطاياه السياسية، وما أكثرها! كما يحاول تصوير الطموحات...