كتب الدكتور محمد الهواوشة : تعتبر الانتخابات الرئاسية الأمريكية من أهم الأحداث السياسية العالمية، حيث يتجاوز تأثيرها حدود الولايات المتحدة ليصل إلى كل بقاع العالم. كقوة عظمى، تؤثر سياسات الرئيس الأمريكي على الاقتصاد الدولي، والاستقرار السياسي، والتحالفات الدولية، ومختلف القضايا الحيوية. الانتخابات الحالية تأتي في ظل أجواء مشحونة حيث تظهر كاميلا هاريس كمرشحة ديمقراطية الأقرب للفوز، بينما يُظهر العديد من العرب والمسلمين الأمريكيين دعماً متزايداً لمرشحة حزب الخضر، جيل ستاين، كتعبير عن رفضهم لخيارات الحزبين التقليديين. في هذا السياق، نستعرض كيف يمكن أن تؤثر نتائج هذه الانتخابات على العالم؟. 1. دور الولايات المتحدة في السياسة الخارجية والأمن الدولي تلعب الولايات المتحدة دوراً أساسياً في تشكيل النظام العالمي، خاصةً من خلال تحالفاتها الاستراتيجية، مثل الناتو، والتزاماتها الأمنية حول العالم. قد يؤثر انتخاب رئيس جديد على مدى التزام الولايات المتحدة تجاه هذه التحالفات، ويعيد رسم خارطة التحالفات والنفوذ الدولي. على سبيل المثال، إذا فازت كاميلا هاريس، فقد تتبنى سياسات خارجية تركز على الحلول الدبلوماسية وبناء الشراكات، في محاولة لتخفيف حدة التوترات. أما في حال فوز دونالد ترامب، فمن المرجح أن تتبنى الولايات المتحدة سياسة أكثر انفرادية، ما يعني انسحاباً جزئياً من التحالفات الدولية وتركيزاً على المصالح الأمريكية الضيقة، مما قد يزيد من حالة عدم الاستقرار العالمي. 2. التأثير الاقتصادي: ما بين الحمائية والانفتاح تعتبر الولايات المتحدة المحرك الرئيسي للاقتصاد العالمي، وسياسات الرئيس القادم ستؤثر بشكل مباشر على الأسواق الدولية. سياسات هاريس الاقتصادية قد تتضمن التعاون التجاري وتوسيع الشراكات الدولية، مما يفتح أسواقاً جديدة ويزيد من الاستثمارات. في المقابل، من المحتمل أن يعود ترامب، حال فوزه، إلى تبني سياسات حمائية، بفرض تعريفات جمركية مرتفعة على الواردات الأجنبية، مما...