المهندس مدحت الخطيب قبل أربع سنوات من الآن، كان ترامب متقدمًا وبشكل واضح في الولايات التي يطلق عليها بالولايات المتأرجحة، لكن ما حصل بعد ذلك كان دراميًا محزنًا لأنصاره. إذ بدأ ترامب يتراجع رويدًا رويدًا، وأصبح التقدم يظهر بكل وضوح لصالح بايدن، وخصوصًا عندما بدأ عد الأصوات التي أُرسلت عن طريق البريد وقد كانت كثيرة بسبب أجواء وباء كوفيد-19 بعد ذلك توقف العد في الولايات غير المحسومة وانتظرت الجماهير أيامًا حتى اكتملت عمليات العد وأُعلن فوز بايدن. وحدث بعدها ما يطلق عليه باقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي عندما تحرك حشد من المتظاهرين من أنصار ترامب واقتحموا المبنى. عندها أُخليت العديد من المباني في المجمع، بسبب اختراق المتظاهرين قوات الأمن ومحاولاتهم الدخول، بما في ذلك محاولاتهم الدخول إلى قاعة التماثيل الوطنية. وبعدها أغلقت جميع المباني في مجمع الكابيتول وتدخلت قوات الأمن وتم اعتقال عدد من المتظاهرين. وحتى يومنا هذا، لم يعترف ترامب بخسارته بشكل علني أمام بايدن. اليوم المشهد مختلف تمامًا في هذه الانتخابات فقد كان تقدم ترامب مختلفًا إذ بدأ بطيئًا ولم يكن هامشه كبيرًا لكنه كان ثابتا ويتعزز في كل الولايات وحتى المتأرجحة منها . قد يعود السبب في ذلك الى تغيير حملة ترامب في استراتيجيتها والتركيز بشكل واضح بدعايتها الإعلامية على أمور لا يتحدث بها ترامب في خطاباته، فعلًا كان للإعلام جزء كبير في الوصول الى الناخبين وإقناعهم بالتصويت لمصلحة ترامب، حيث قدرت ميزانية الحزب لهذه الانتخابات بما يزيد عن 8 مليارات دولار حاز الإعلام على نصيب الأسد منها. لا شك ان الانتخابات الأمريكية لهذا العام قد شكلت حادثة قد تكون الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية من حيث التحشيد والأخذ والرد والهجوم والهجوم المضاد...