د . فيروز عمر: يحتفل العالم في كل عام في يوم الخميس الأول من شهر تشرين الثاني باليوم العالمي لمكافحة التنمر ، ومما لا شك فيه أن التنمر في المدارس أو تسلط الأقران من أهم أنواع التنمر ، فكيف نحمي أبناءنا و بناتنا من هذا التنمر وآثاره المدمرة ؟؟ و هل يمكن أن تصبح مدارسنا خالية من التنمر ؟؟ فمنذ فجر البشرية تحكم قاعدة أكل القوي للضعيف والقضاء عليه المعاملات الإنسانية كافةً ؛ ولم يخرج التنمر المدرسي عن هذه القاعدة حيث يتعرض الطالب الضعيف قليل الحيلة للضرب المتكرر والهجوم الجسدي و اللفظي من قبل طالبٍ آخر أو مجموعة من الطلاب الأقوياء.وفي العادة يواجه الأطفال الأكثر ضعفاً خطراً أكبر للتعرض للتنمر. وغالباً ما يكون هؤلاء أطفالاً من المجتمعات المهمشة أو أطفالاً من أسر فقيرة أو أطفالاً ذوي نوعيات اجتماعية مختلفة أو أطفالاً ذوي إعاقة أو أطفال مهاجرين أو لاجئين . . يرجع تاريخ التنمر المدرسي بمفهومه الحالي إلى اواخر السبعينات من القرن الماضي بعد حادثة إنتحار طفل مراهق في النرويج بسبب هذه المشكلة حيث قام العالم ألويس بالبحث عن أسباب الإنتحار ، ووجد أن ما تعرض له الطفل يختلف عن السلوك العدواني المتعارف عليه . ومنذ تلك الواقعة بدأ الباحثون بعمل دراسات لمعرفة مدى إنتشار هذه المشكلة نتج عنها إحصاءات دالة على أن أغلب الأطفال حول العالم تعرضوا للتنمر في مرحلةً ما من حياتهم إما كمتنمرين أو ضحايا أو شاهدين على التنمر .وبينت تلك الدراسات أن التنمر المدرسي لا يقتصر على التنمر الجسدي الأكثر إنتشاراً و الأقل ضرراً من الناحية النفسية ؛و إنما يشتمل على التنمر العاطفي و النفسي المتمثل بكل أشكال السلوكيات التي تضر بالضحية...