وطنا اليوم:ارتبط اسم شعبة المخابرات الجوية في سوريا بالرعب والتعذيب، إذ كانت مركزا لقمع السوريين، لتتحول اليوم إلى دليل دامغ على الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها نظام الأسد المخلوع. وفي الشعبة، تبدو “الزنزانة الحمراء” و”الغرفة السوداء” اللتان كان يحتجز فيهما السجناء. وعلى جدران الزنازين تظهر كتابات تعبر عن شوق الأبناء المحتجزين لأمهاتهم وآبائهم. وتكشف الجدران والبلاط المتسخ والزنزانات الضيقة المخصصة لشخص واحد -حيث يصعب التنفس- عن الظروف اللاإنسانية التي كان يتعرض لها المعتقلون. التقت وكالة الأناضول للأنباء مجيد الدين أحمد الحوشان من سكان حي القابون بدمشق، وهو أحد الشباب الذين اعتقلوا في هذا الفرع بتاريخ 21 يوليو/تموز 2011، حين كان طالبا في المرحلة الثانوية. ويستلم الحوشان اليوم أمن الشعبة بتكليف من الإدارة السورية الجديدة، للحفاظ على الأدلة الدامغة التي تدين جرائم نظام الأسد. وذكر الحوشان أنه كان طالبا حين انضم للحراك السلمي الذي بدأه الشعب السوري عام 2011 للمطالبة بالحرية، وأن قوات الأمن التابعة للنظام اعتقلته مع مجموعة من الطلاب. وأشار إلى أنه بعد اعتقالهم جرهم عناصر نظام الأسد في الطريق مسافة كيلومتر تقريبا وهم يضربونهم، ثم نقلوهم إلى شعبة المخابرات الجوية في حرستا. “الغرفة الحمراء” وتابع الحوشان أنهم وضعوه في زنزانة انفرادية (الغرفة الحمراء) في الشعبة، بدعوى أنه ألقي القبض عليهم متلبسا بالجريمة. وقال: “كنا في البداية 10 أشخاص، ولكن في غضون ساعتين، انضم إلينا 4 أشخاص آخرين، من بينهم طفلان تتراوح أعمارهما بين 7 و8 سنوات”. وأضاف: “قضينا 7 أيام في زنزانة مع 14 شخصا في مساحة صغيرة جدا”، وأشار إلى أنهم كانوا يُستجوبون نحو ساعة كل يوم، ويتعرضون للضرب من دون سبب في أثناء انتظارهم في الممر، وأن “التعذيب الحقيقي لم يكن جسديا...