وطنا اليوم:في صيف عام 1968، استولى حزب البعث العربي الاشتراكي على الحكم في العراق، وكان على رأسه وقتئذ أحمد حسن البكر وصدام حسين، وكلاهما أبناء قرية العوجة التابعة لتكريت. ولتثبيت أقدام البعث في حكم البلاد، أسرعا البكر وصدام حسين في إشراك مئات من البعثيين من حملة الشهادة المتوسطة في دورات خاصة في كلية الضباط الاحتياط لمدة 5 أشهر، حتى إذا تخرجوا بعدها برتبة نائب ضابط تلميذ وُزّعوا على وحدات الجيش للسيطرة عليها لقلة عدد العسكريين المنتمين للبعث وقتئذ. وكما يروي اللواء وفيق السامرائي، مدير المخابرات العسكرية العراقي الذي انشق عن نظام صدام عام 1995 في مذكراته، أنه من أجل أن يثبت صدام أقدامه في حكم العراق اعتمد على الكثيرين من أبناء تكريت بصورة واسعة. وكان من جملة الأشخاص الذين اعتمد عليهم نظام البعث هو فاضل البراك حسين الناصري، وهو ينحدر من عشيرة البيجات أقارب صدام حسين. البراك وعلاقته بالبكر وصدام ولد في تكريت عام 1942، ثم أكمل تعليمه الأساسي في سامراء قبل أن يلتحق بحزب البعث عام 1958. ولاحقا انضم إلى الكلية العسكرية عام 1962، حيث كان عضوا في التنظيم العسكري للحزب داخل الكلية. كان فاضل البراك يجمع بين الثقافة العسكرية القوية والانتماء الحزبي، كما كان من العضد العائلي القريب من صدام، ومن جملة المقربين منذ وقت مبكر من صدام. وبعد انقلاب عبد السلام عارف في 18 أكتوبر/تشرين الأول 1963، حُولت دفعة البراك إلى وظائف مدنية بسبب انتمائها الحزبي البعثي، ووفقا لتصريحاته التي ألقاها لاحقا لمجلة ألف باء، التقى البراك مع صدام حسين للمرة الأولى عام 1966، حين كان ملازما أول بمعسكر الرشيد في بغداد. ولهذا السبب، كان من الطبيعي أن يلعب فاضل البراك رغم...