وطنا اليوم:في مشهد يختزل معاني الشهامة والنخوة الأردنية، ضرب أحد أبناء عشيرة الحباشنة في الكرك مثالًا نادرًا في التسامح والعفو. فبعد أن فقد ابنه في حادث دهس غير مقصود، لم يسمح للألم أن يطغى على إنسانيته، فتوجه بنفسه إلى المركز الأمني، وأخرج الفتاة المتسببة بالحادث قائلاً: ( بنات الكرك بناتنا ما يباتن في السجون).… الله يجبر عليك ويربط على قلبك.” كلمات تجسد أصالة العشائر الأردنية، وموقف سيظل شاهدًا على أن التسامح هو أسمى درجات القوة. فقد شهدت مدينة الكرك عطوة صلح بين عشيرتي الحباشنة والمعايطة ، على خلفية حادث دهس تعرض له الشاب العشريني عودة الله غازي العساسفة الحباشنة من قبل فتاه من عشيرة المعايطة على طريق بتير راكين مما أدى لوفاته على الفور. والد الفقيد بادر إلى مغادرة المستشفى باتجاه المركز الأمني ليخرج الفتاة قائلا ( بنات الكرك بناتنا ما يباتن في السجون) مصرا على أن يكون الصلح والعفو. وقد توجهت الخميس بعد صلاة العشاء عطوة عشائرية من وجهاء عشائر الكرك إلى مضارب عشائر الحباشنة عامة وعشيرة العساسفة خاصة لأخذ عطوة عشائرية وما كان من عشائر الحباشنة الا ان أسقطوا كافة حقوقهم العشائرية والقانونية. تحدث باسم الجاهة الشيخ منير المجالي ورد عليه عن عشائر الحباشنة الشيخ فراس الحباشنة وتحدث عن عشيرة المعايطة الشيخ عوض المعايطة. وبعد أن تم الصلح قدم وفد غفير من عشائر المعايطة وعشائر الكرك لبيت العزاء في بلدة راكين تثمينا لهذا الموفق النبيل. رحم الله الفقيد، وألهم أهله الصبر والسلوان.