وطنا اليوم _بقلم: د. ذوقان عبيدات في حوار المجتمع الأردني حول توصيف ما حدث في المدرسة، انحاز أصدقاء الوزارة من الإعلاميين، ومن كوادرها إلى إلقاء اللوم على البيت؛ حماية للوزارة. فالبيت هو المسؤول عن التربية، وما أفسده الدهر لا تصلحه المدرسة. بذل إعلاميون جهودهم لتبرئة الوزارة ومسؤوليها. وانحاز أصدقاء التعليم الحقيقيون إلى توصيف المشكلة بأنها قصور في النظام التعليمي، وأن هذا التوصيف مفيد لإلقاء الضوء على واقع التعليم، حيث تنبه المجتمع، والحكومة إلى ضرورة إصلاح التعليم، وما تخصيص مبلغ ١٠٠ مليون دينار لدعم التعليم والصحة إلا ثمرة لهذا التوصيف، وإلا كان واجب الرئيس أن يخصص المبلغ لإصلاح البيوت التي لم تُفلح في تربية أبنائها؛ دعمًا أو نيابة عن المدرسة. (١) *البيت ليس مسؤولّا* قد يكون العنوان صادمًا! ولكن علينا أن نعرف حقيقتين اثنتين: الأولى؛ إن المجتمع قد أنشأ المدارس، وأوكل إليها مهام تعليم الأطفال وتربيتهم. الأخرى؛ ليس البيت موهلّا إلا لتربية عامة حول الأصول، ولا يمتلك الوقت اللازم للتربية والتعليم، أو لتنظيم القيم والسلوكات اليومية .فالوالدان مرهقان مشغولان ، ويعملان في خدمة المجتمع ومؤسساته !!. وربما علينا أن نعرف أن البيت نفسه هو أحد مخرجات المدرسة، فأي قصور فيه، أو أي نجاح له يُعزى إلى المدارس التي تخرج منها الوالدان! فالمدرسة هي التي ربّت المجتمع، والمجتمع والبيت هما نتاج للمدرسة، ولا شيء غير المدرسة!! ومن هنا؛ على الجميع العمل مع المدرسة، ودعم المدرسة وحمايتها! (٢) *المدرسة مؤسسة مجتمعية* ليس مفاجئًا القول: إن علاقة المدرسة بالمجتمع مرت بمراحل ثلاث: الأولى؛ رفعت المدرسة شعار: دعوني أعمل! لا تتدخلوا بعملي! قبِل المجتمع ذلك، وبنت المدرسة حولها سورًا عاليًا،...