وطنا اليوم _بقلم د.محمد العزة عند العودة إلى مراحل تطورات القضية الفلسطينية و تعقيداتها منذ نشأة الصراع و حتى يومنا هذا ، و اذا ما اخضعنا احداث كل مرحلة فيه و اشبعناها نقدا و تحليلا ، لغايات الإجابة عن سؤال محوري تحتوي صيغته إشارة التساؤل عن السبب الرئيسي لفشل أو تأخر تأسيس مشروع تحرر وطني فلسطيني مكتمل النضوج ابتداء من عناصر التكوين و تلاوين الفكر السياسي و نقاش فلسفة تنظيمات النضال الفلسطيني الوطني المقاوم و زاوية المنظور لكل طرف حول الهوية الوطنية الفلسطينية وماهي وسيلة العبور للوصول إليها لتكون أساسا لحل القضية الفلسطينية بأجتماع أغلبية فصائل العمل النضالي السياسي و المجتمعي الفلسطيني ، اذ أن الهوية الوطنية الواحدة عامل هام و ركيزة أساسية تحدد طبيعة العلاقة بين تلك الفصائل ، علاقة تحكمها صيغة لسلسة من تفاعلات كيمياء الانسجام و التفاهم تجمع بين القيادات و الكوادر داخلها كل على حدا مع الآخرين ثم تصهرها معا لخلق حالة توافق فصائلية مؤسسية ، بعيدا عن الفصائلية الضيقة ،لهذا الخبرة في فهم هذه المعادلة يعتبر غاية في الأهمية اذا ما اعطيت الاهتمام اللازم و الكافي لضمان نجاح نتائجها ، حيث يعول كثيرا على الاختيار الصحيح لعناصر معادلة الانسجام الفكري السياسي المقاوم داخل إطار مشروع التحرر الوطني الفلسطيني، و يشكل فارق كبير لايجاد حالة من التنسيق و وحدة الفريق المؤدي إلى تحقيق الاهداف الموضوعة لاسترجاع الحقوق المشروعة المنهوبة و المسلوبة عبر بناء هوية رئيسية واحدة تكون مظلة للهويات السياسية الفرعية، بوصلتها تتجه نحو طريق تحرير الأرض و الإنسان. فشل أو جهل اقامة حسابات معادلة التحرير أو عدم القدرة على التحكم في السيطرة على مجرى تسلسل تفعالاتها و وقوع التنافر بين...