وطنا اليوم:يسأل الأردنيون بكثافة هذه الأيام: هل بدأ التأسيس لمرحلة الاعتماد على النفس اقتصاديا وماليا؟ سؤال كبير وطبعا مهم وطنيا. لكن الإجابة عليه ينبغي أن لا تقف عند حدود الشكر الثاني الذي وجهه علنا قبل أيام رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان لشركة البوتاس العام إحدى أكبر أذرع الاستثمار والصناعة في البلاد، لأنها تبرعت بمبلغ 40 مليون دينار على مدار 3 سنوات لدعم قطاعات التعليم والصحة من باب المسؤولية المجتمعية. لاحقا اتجهت شركة مصفاة البترول وهي أيضا من الشركات الضخمة إلى إعلان صباح الأربعاء بأنها قررت التبرع بما نسبته 5 في المئة من أرباحها السنوية ضمن المسؤولية الاجتماعية أيضا لدعم قطاعي الصحة والتعليم. قبل ذلك وجه الدكتور حسان شكرا علنيا لقطاع البنوك بسبب تبرع وصف بأنه سخي قبل 3 أسابيع رغم أنه ليس كذلك برأي العديد من الخبراء حيث قدمت البنوك الرئيسية الكبيرة لصالح الخزينة مبلغا يصل إلى 90 مليون دولار لصالح قطاعي الصحة والتعليم. وعلى مدار 3 سنوات ضمن مبادرة المسؤولية المجتمعية التي استجابت لها الشركات الكبرى الرابحة في إطار منهجية ولمسة شخصية طبعا فكرة إيجابية مثيرة أشرف عليها شخصيا رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان الذي يبدو أنه يعمل بصمت على هذا المحور ومن دون ضجيج إعلامي، وهو سلوك ومسار لم ينتقل إليه أو حتى يجربه غالبية رؤساء الوزارات في الماضي. تردد أن جذر فكرة تفعيل خاصية المسؤولية الاجتماعية تأسس من تعطل بناء بعض المدارس وتعليق بعض المشاريع الصحية عندما حجبت الوكالة الأمريكية للانماء بقرار من الرئيس دونالد ترامب المساعدات الجانبية، ما عطل بعض المشاريع المقررة أصلا والتي بدأ بعضها في قطاعي الصحة والتعليم تحديدا بالأردن. والمرجح أن رئاسة الوزراء عملت باتجاه مناقشة قطاع البنوك...