كتب أ. د حسين الخزاعي * 

اخترت هذا العنوان للولوج مباشرة في الموضوع ، فعندما تسمع أو تقرأ كلمة البورصة يذهب تفكيرك الى البورصات المالية المتواجدة في أسواق وأماكن متخصصة يتردد عليها سماسرة ومزاودون لبيع وشراء الأسهم والمستندات للشركات او المؤسسات، والبورصات أسواق لها قواعد قانونية وفنية تحكم عملها، ومرتادو هذه الأسواق يحرصون على عدم الخسارة عند الشراء والبيع فهم مستثمرون قنّاصو فرص يبيعون ويشترون في الوقت المناسب، ويوجد مرتادون للبورصات يبيعون الكلام والاوهام بهدف التأثير على المستثمرين وتشجيعهم على الشراء والايقاع بهم لترويج الأسهم والمستندات وخاصة الشركات الخاسرة والحصول على (كمسيون) او نسبة من حاصل البيع.

في الأردن ادخلنا استخدام البورصة في كل توقعاتنا ونشاطاتنا وفعالياتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية حتى تجاوزنا الحالة الأردنية الى الحالة العالمية، فلدينا بورصة في الانتخابات الامريكية، والانتخابات الفرنسية و... ونتابع بورصات الذهب والبترول والزهور والنقل. على الصعيد الوطني ادخلنا البورصات في جل توقعاتنا، فعندما تتصفح المواقع الإخبارية تجد العناوين الرئيسية التي تتصدر المشهد (بورصة أسماء الأحزاب الفائزة في الانتخابات، بورصة أسماء مرشحي القوائم المحلية الذين سيفوزون في الانتخابات، وعندما تُشكّل او تُعدّل حكومة تنشغل المواقع الإخبارية ببورصة أسماء رؤساء الوزارات المحتملين لتشكيل الحكومة، وبعد ان يتم الإعلان عن اسم رئيس الوزراء المكلّف ننطلق للانشغال ببورصة أسماء من سيدخل الحكومة ومن سيخرج منها، وتبدأ المواقع الالكترونية بنشر أسماء الوزراء (المرتقبين، المرجّحين، المحتملين، الأكثر حظا) لدخول الوزارة، وعندما تبدأ بتصفح الأسماء المدرجة في هذه القوائم تجد وزراء سابقين، تجد مستوزرين، حالمين، تجد باحثين عن الشهرة والمكانة في المجتمع) وفئة تمارس فنون الفهلوة وسحب الأفلام بانهم قد تم اختيارهم ولكن في وقت المباراة الضائع تم اختيار بديلٍ عنهم.

وبعد،،، نحترم طموح وحقوق كل انسان مؤهل وخبير وقادر على حمل امانة المسؤولية ان يدرج اسمه في قوائم بورصة أسماء الوزراء المحتملين ليكون ضمن الفريق الوزاري ليعمل بفكر وإخلاص وتفان وإنجاز، ولكن لا نحترم كل من يذكر اسمه في هذه القوائم وهو بلا تأهيل او خبرة او معرفة او دراية بالعمل في الوزارة التي سيتولى امانة مسؤوليتها، والصدمة عندما يتم اختيار من يذكر اسمه في هذه القوائم المتغيرة حسب الموقع الالكتروني، ويقع على رئيس الوزراء المكلّف الاختيار بعناية وحكمة والبعد عن التحيز والتعصّب والصداقة او جبر الخواطر او التدوير والتجديد له ، فالمجتمع الأردني بحاجة ليرى وجوهاً جديدة في تشكيلة الحكومة، فقد سئم من هذا الأسلوب العقيم في تدوير الأشخاص من موقع لموقع حسب درجة الصداقة او النفاق او الضغط من رئيس وزراء سابق او اسبق او متنفذ اقتصادي او سياسي.

آخر الكلام ،،،، بعد الانتهاء من تشكيل الحكومة، سندخل في بورصة تشكيل مجلس الاعيان، من سيخرج من أعضاء مجلس الاعيان، من هم الاعيان المحتملون، من سيجدد لهم من المجلس السابق، وسننتهي من بورصة الاعيان، لنعود مرة ثانية الى بورصة تعديل الحكومة، وسنبقى نتابع بورصة تعديل الحكومة حتى التعديل السابع او الثامن او العاشر،،، ولا ندري ماذا تحمل لنا الساعات او الأيام القادمة من مفاجآت ، فيمكن ان يصبح عندنا للثوم بورصة ، والبصل بورصة ، ويا خوفي ان يصبح عندنا للفجل بورصة ، فالروائح التي تفوح من قوائم المستوزرين اذا تم تدويرها وتوزيرها تؤكد اننا غارقون في كوكتيل بورصات الثوم والبصل والفجل ،،،، وللحديث عن هذه البورصات بقية .


* الكاتب اكاديمي ،،،، تخصص علم اجتماع

ohok1960@yahoo.com

.