تحتاج إسرائيل لاستدامتها واستدامة وحدتها الداخلية ، تحتاج لتفعيل الخطر العربي الفلسطيني الخارجي بحروب لا تتوقف ، يضاف اليوم ، وبعد هدنة بواسل غزة يحتاج نتنياهو وائتلاف حكومته لمعركة جديده يبقي عليهما أمام تراكم الرفض الداخلي والخارجي لهما ، بعد فشل أهداف حربهم الهمجية على غزة ، لذلك نراهم ينقلون المعركة إلى مخيم جنين وجنين ، وقد ينقلوها إلى القرى والبلدات حولهما ، وقد يوسعوها إلى المدن الأقرب ، مثل طولكرم وبلداتها ، وربما إلى نابلس ، إنطلاقا من الحاجة ، بينما هدنة غزة تمر بمراحلها ، خاصة أن معركة الضفة الغربية أسهل على جيش الكيان من معركتيه في غزة ولبنان لظروف معروفة ، ما يجعلني أفترض أن لدى الحكومة الأردنية خطة ديناميكية جاهزة للتعامل مع تطورات معركة الضفة الغربية والإستعداد لمواجهة مع المحتل ، قد يتوقعها البعض ألا تختلف عما قام به الأردن في مواجهة عدوانه على غزة ، عندما شارك الأردن قيادة وشعبا ، شعبه وشقيقه الفلسطيني ومقاومته بكل ما لديه من أدوات سياسية ودبلوماسية وإعلامية وإنسانية مطالبا بوقف العدوان وإمداد غزة بالعون الإنساني ، ليكون شريكا لها في النصرعندما صمتت المدافع وتدفقت قوافل المساعدات منذ أيام ، وقد يتوقعها بعض آخر أن تختلف عن خطته بمواجهة غزة ، مختارا لذلك أو مجبرا بحكم لهفة المحتل للحرب ، وكذلك بحكم الجغرافيا والتاريخ والديموغرافيا وكون الضفة الغربية المحتلة أصلا من المملكة الأردنية الهاشمية ، بحكم الدستور الأردني والقوانين العالمية ، ما يفرض على الشعب الأردني الإلتفاف حول مليكه والجهوزية الكاملة على المستويات كافة ، خاصة مع إدارة أمريكية جديدة مشبعة بأولوياتها ، وتواضع لحدّ الفشل لمؤسسات المجتمع الدولي . 

.