أكد رئيس حركة "حماس" في الضفة الغربية ومسؤول مكتب الشهداء والأسرى والجرحى زاهر جبارين، أن المقاومة الفلسطينية تسطر صفحة جديدة وعظيمة في تاريخ التضحية والفداء، لتحقق وعد القائد السنوار الذي كتب بدمه ودماء الشهداء الأطهار.

وشدد جبارين في كلمة له خلال استقبال الأسرى المبعدين في العاصمة المصرية القاهرة، أن معركة طوفان الأقصى ستظل واحدة من أسمى معارك شعبنا وأكثرها طهرا، حيث تلاحمت فيها بندقية المقاومة مع صمود الجماهير التي أدركت مصيرية هذه المعركة وقدرتها على صد العدوان المجرم.

وقال رئيس الحركة في الضفة: "سلام عليك يا غزة بما صبرت، وسلام على أهلك الذين أبهروا العالم بثباتهم وصبرهم الجميل. سلام على كل يد رفعت الراية ولم تستسلم للمتخاذلين والمتآمرين".

وتوجه بالتحية لرجال القسام قائلا:" لقد أذقتم العدو كؤوس الهزيمة في شوارع غزة وأزقتها، وأثبتم أنكم طلاب حق ومناضلو حرية. لقد وفيتم العهد في ميدان القتال، وكتبتم بدمائكم معادلة جديدة أرعبت نخبة جيش الاحتلال وأذلت كبرياءه".

وبارك للأسرى حريتهم التي جاءت ثمرة لملحمة بطولية عظيمة خطها شعبنا فوق أرض فلسطين، حيث انتصر الدم على السيف، وأصبحت دماء المظلومية التي أريقت على أرض غزة لعنة تطارد الاحتلال في كل مكان.

وشدد على أن هذه الحرية صنعت بأيدي المقاومة التي التزمت بوعدها، فلم تنس قضية الأسرى يوما، بل جعلتها على رأس أولوياتها.

وأكد أن صفقة طوفان الأحرار اليوم ترسم لوحة وطنية جامعة، ضمت أسرى من كافة أطياف الشعب الفلسطيني.

وقال جبارين: "نتمنى أن يعكس هذا المشهد الوطني ذاته على أرض الواقع، في ظل التصعيد غير المسبوق الذي تشنه أجهزة السلطة ضد المقاومة في جنين، وهو أمر لا يقبله أي فلسطيني حر يحمل ذرة انتماء لوطنه وأمته".

وبدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 كانون الثاني/يناير الجاري، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

وارتكبت قوات الاحتلال بدعم أميركي بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.


.