لا يخفى على أي منصف الانجازات التي قدمها أهل الخير في وطننا الغالي لأهل غزة، لتخفيف أوجاعه ومد يد العون له، وانتشاله من الكارثة الإنسانية المروعة التي خلفها جيش الاحتلال الإسرائيلي من تدمير للمنازل و الممتلكات والبنى التحتية، والتي في معظمها سقطت على رؤوس المواطنين الغزيين الأبرياء، فباتوا شهداء تحت الركام لم يتم انتشال جثثهم إلا النذر اليسير، فالدفاع المدني بات عاجزاً عن رفع الركام وإخراج جثث الشهداء، فقد دمر الاحتلال كل معداته وأدواته، و أفقده القدرة على مساعدة الناس و التخلص من أنقاض المباني السكنية والبيوت، هذا عدا تجمع أكوام مهولة من النفايات وتضرر شبكات الصرف الصحي و إمدادات المياه والكهرباء وألواح الطاقة الشمسية، فقدت فيها بلدية غزة القدرة على تقديم خدماتها للمواطنين، حتى بات أهل غزة على شفا أن تغرق شوارعهم بمياه الصرف الصحي إذا ما جاء منخفض جوي.

وما قدمه أصحاب الخير والنخوة في الأردن من أفراد وجمعيات خيرية ومنظمات إنسانية، لا يمكن أن لا نذكره إلا بالشكر والتشديد على الاستمرار بالعطاء و المساعدة، فقد أسفرت جهود أردنية شعبية مخلصة إصلاح وتأهيل المشفى الاندونيسي بعد التدمير الكبير الذي أصابه من استهداف إسرائيلي مقصود، وتعرض الكادر الطبي للتنكيل والاعتقال، وقد تكللت بافتتاح المشفى الأندونيسي مما أثار دهشة المحتل الإسرائيلي، وتساؤله عن الجهة التي قامت بترميم المشفى.

وتستمر جهود المنظمات والهيئات والجمعيات الخيرية الأردنية، لتقديم يد العون والمساعدة لأهل القطاع، ولا نغفل هنا دور القوات المسلحة الأردنية في توفير كميات كبيرة من الأطراف الصناعية، لتركيبها لأولئك الذين أصيبوا جراء الحرب الإسرائيلية الوحشية وفقدوا أطرافهم، فجاءت مبادرة القوات المسلحة الأردنية لتمسح على قلوب المتضررين من الحرب الإسرائيلية الهمجية، وتخفيف أوجاعهم وآلامهم، والوقوف بجانبهم بإخلاص وصدق، دون الاكتفاء بعبارات التعاطف والمساندة، بل بالأفعال التي تحكم على من يريد إغاثة أهل غزة، وإنقاذهم من براثن المحتل الذي لا يعرف الرحمة.

إنجازات الأردن عديدة للأشقاء في غزة، وهذا واجب بلا منة أو فضل، إنما الفضل لله، فمن إنشاء مخابز و إصلاح وتأهيل المشافي وإدخال شاحنات المساعدات الإنسانية، يستمر الأردن في مساعدة سكان غزة مهما كانت الظروف.
أخيراً...لن يتوانى الشعب الأردني أن يكون الساند الأول لشقيقه الشعب الفلسطيني.
.