"مش عيب؟"
كلمتان فقط، لكنهما لم تكونا مجرد تساؤل عابر، بل تحذير صريح، رسالة واضحة، إنذار أخير لكل من تسول له نفسه العبث بالأردن، التلاعب بمصيره، أو محاولة زعزعة استقراره.
قلتموها يا جلالة الملك بكل حزم، "إنّ ناسًا في الأردن يأخذون أوامرهم من خارج البلد... مش عيب عليهم؟"
نعم، عيب عليهم.
عيب أن يكونوا بيننا، يأكلون من خيرات هذا البلد، ويعيشون في أمانه، ثم يبيعونه بأبخس الأثمان.
عيب أن يتحركوا وفق أجندات مرسومة لهم، كأدوات تُستخدم متى شُحنت، وتُحرَّك متى طُلِب منها.
عيب أن يرتدوا ثوب الوطنية في النهار، ويتلقوا تعليماتهم في الليل.
عيب أن يتنفسوا هواء الأردن، ثم يعملون على خنقه.
لكن، مش عيب؟ أن نترك لهم المجال؟
مش عيب؟ أن نسمح لهم بزرع الشك والتشكيك، أن يعبثوا بالوعي الوطني، أن يحولوا الكذب إلى حقيقة بالصوت العالي والتكرار؟
مش عيب؟ أن تظل هذه الوجوه تتصدر المشهد، تنشر سمومها بلا حسيب أو رقيب؟
مش عيب؟ أن نرى وطنًا يُستهدف، بينما البعض بيننا يتواطأ؟
هؤلاء لم يعودوا مجرد أفراد يحملون آراءً مختلفة، بل أصبحوا أذرعًا لأجندات خارجية، أدوات في مخطط أكبر، جزءًا من ماكينة إعلامية وسياسية تمهّد الطريق لشيء أكبر وأخطر.
نحن لا نتحدث عن نقد بنّاء أو اختلاف مشروع في الرأي، بل عن خيانة فكرية تُمارس بوقاحة، تحت شعارات زائفة، وبأصوات تجيد لعبة التلون.
مش عيب؟ أن يتلقى الأردن الضغوطات من الخارج، بينما بعض أبنائه يسهلون المهمة؟
مش عيب؟ أن نرى حربًا إعلامية تُشن علينا، بينما هناك من بيننا من يفتح لها الأبواب من الداخل؟
مش عيب؟ أن تكون أنت في المواجهة وحدك ؟
مولاي، لقد وقفت في الخطوط الأمامية، وحيدًا في مواجهة الضغوط، في معركة سياسية شرسة، بينما كُثر اكتفوا بالمشاهدة.
مش عيب؟ أن تكونوا أنتم الصوت الوحيد القوي، بينما مؤسسات بأكملها تتردد أو تصمت ؟
مش عيب؟ أن ينهض الملك ليحمي الأردن، بينما بعض المسؤولين يغطّون في نومهم السياسي؟
مش عيب؟ أن يكون الملك أكثر وعيًا بأهمية الإعلام من إعلامه؟
آن الأوان لوضع النقاط على الحروف.
✔ الأردن ليس ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الخارجية.
✔ الأردن ليس ميدانًا لأجندات تُدار من الخارج بأيدٍ داخلية.
✔ الأردن ليس مشروعًا للبيع، وليس ملفًا للمساومة، وليس ورقة تفاوض بيد أحد.
وكل من يظن غير ذلك... مش عيب عليه؟
مش عيب؟ أن يظن البعض أن الأردن لقمة سائغة؟
مش عيب؟ أن يراهن البعض على أن هذا الوطن هش، أو أن صمته ضعف؟
مش عيب؟ أن يفكر أحدهم ولو لثانية واحدة أن الأردن قد يركع؟
مش عيب ..؟ أن يظل الأردن مستهدفًا، بينما إعلامه ضعيف، متردد، ومتأخر عن اللحظة؟
مش عيب؟
أن تبقى هذه الأصوات نشطة ومؤثرة، بينما إعلامنا الرسمي ما زال يتحدث بلغة لا يسمعها أحد؟
آن الأوان لإعلام قوي يليق بكم، يليق بالأردن، يليق بالحقيقة.
الأردن خط أحمر.
ليس شعارًا، وليس مجرد كلمات تُقال في المناسبات، بل حقيقة راسخة ستُترجم إلى قرارات، إلى مواجهة، إلى حسم لا تردد فيه.
هذا البلد لم ينكسر يومًا، ولن ينكسر.
هذا البلد لم يُبتز يومًا، ولن يُبتز.
هذا البلد لم يُساوم يومًا، ولن يُساوم.
وأي شخص، كائنًا من كان، يعتقد أنه قادر على تغيير هذه الحقيقة…
مش عيب عليه..؟
شكرا سيدي ابو حسين لأنك السند ..
ونحن معك على الدوام ..سند