يشهد عالم الطيران تغيرات متواصلة وجذرية فيما تبحث الشركات العاملة في هذا القطاع إلى طرق لتوفير النفقات ورفع الإيرادات حتى تتمكن من تقديم خدماتها بأسعار منافسة، وهو ما دفع شركة "إيرباص" إلى الكشف عن تصميم مبتكر وغير مسبوق لطائرات جديدة، لكنه قد يُسبب الغضب لبعض المسافرين.
وبحسب ما كشف تقرير نشرته جريدة "ديلي ميل" البريطانية، واطلعت عليه "العربية.نت"، فإن شركة "إيرباص" الأوروبية تعمل حالياً على تصميم مقاعد طائرة متراصة فوق بعضها البعض، لتكون أشبه بالطابقين بهدف توفير مساحة أكبر لجلوس الركاب.
ومع قيام شركات الطيران بتكديس المزيد من المقاعد في طائراتها لتعزيز الأرباح، أصبح نقص المساحة للركاب مشكلة خطيرة تواجه الشركات وتؤثر على رحلات الطيران.
وقال التقرير إن الحل قد يصل قريباً عبر طائرات إيرباص الجديدة التي ستكون مقاعدها ذات طابقين، أو ستكون فوق بعضها بعضاً بما يوفر لشركات الطيران مقاعد إضافية ويوفر للركاب في نفس الوقت مساحة إضافية للجلوس.
وتعمل شركة (Chaise Longue)، وهي شركة ناشئة مقرها مدريد في إسبانيا، مع شركة الطيران الأوروبية العملاقة لطرح تصميم غير عادي بمقعد واحد لأعلى وواحد لأسفل.
ولتعظيم المساحة، يتميز المفهوم بصف واحد من المقاعد على منصة مرتفعة، يليه صف واحد على مستوى عادي، وهكذا.
وبالنسبة للركاب في الأعلى، فإن القلق بشأن آداب الاستلقاء سيكون أيضاً شيئاً من الماضي، حيث لن يشكو أحد خلفهم مباشرة. وفي الوقت نفسه، سيتمكن الركاب في الأسفل من مد أرجلهم أكثر وحتى رفع أرجلهم قليلاً، وذلك بفضل المساحة الإضافية أسفل الكرسي في المقدمة.
وقال أليخاندرو نونيز فيسينتي، الرئيس التنفيذي لشركة Chaise Longue، إن شركته تستكشف "مفاهيم المرحلة المبكرة" مع شركة إيرباص، وأضاف: "بعد 4 سنوات مثيرة من السعي لتحقيق حلمي بتحسين تجربة الركاب ومنحهم ما يستحقونه حقاً، يسعدني اليوم الإعلان عن هذا".
وتابع: "إنه فجر عصر جديد للطيران التجاري، لذا آمل أن تكونوا متحمسين مثلنا لهذا الإعلان وأن تتمكنوا قريباً من عبور السماء في مقعد أكثر راحة ورحابة ومكون من مستويين".
وبدأ فيسينتي، الذي درس الهندسة الصناعية في جامعة برونيل بلندن، في بناء أول نموذج أولي لمقعد الطائرة يدوياً في عام 2021 باستخدام "مجموعة من الألواح" فقط.
وقدمت شركة (Chaise Longue) نموذجاً رقمياً عبر الإنترنت للتخطيط لهذه المقصورة في الطائرة، حيث وفقاً للمفهوم، الذي أثار أيضاً اهتمام شركة طيران الإمارات، فسوف يقرر الركاب ما إذا كانوا يحجزون مقاعد علوية أم سفلية.
وقالت "ديلي ميل" إنه يتبين من الصور الترويجية أن الركاب في المقاعد السفلية سيكون لديهم مساحة كبيرة للأرجل، ولكن مساحة أقل خلفهم للاستلقاء. وعلى العكس من ذلك، سيكون لدى الركاب في الجزء العلوي مساحة كبيرة للتمدد إلى الخلف ولكن ليس مساحة كافية للساقين. ومع ذلك، ونظراً لأن الراكب السفلي سيكون رأسه مباشرة خلف ظهر المسافر الآخر، فقد تكون المقاعد العلوية أكثر شعبية.
وسيكون لدى الجميع مساحة تحت مقعدهم الخاص لوضع أمتعتهم، ولكن ركاب الصفوف السفلي سيحصلون على مساحة إضافية صغيرة أمامهم أيضاً.