الدوحة - 16 - 9 (كونا) -- انطلقت في العاصمة القطرية (الدوحة) اليوم الاثنين أعمال الحوار الاقتصادي ال13 بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي لاستكشاف الفرص المتاحة لتعزيز التعاون بين الجانبين.
وقال الوكيل المساعد للشؤون الاقتصادية في وزارة المالية القطرية الدكتور سعود العطية في كلمة افتتاحية إن الحوار الاقتصادي بين المجلس والاتحاد يشكل "منصة مهمة" لتعزيز التعاون والشراكة بين الدول الخليجية والأوروبية في مواجهة التحديات الاقتصادية "والعمل معا على تحقيق النمو والازدهار المشترك".
وأضاف العطية أن الحوار يتيح استكشاف الفرص المتاحة لتعزيز التعاون في مجالات حيوية مثل التجارة والاستثمار والطاقة المستدامة والتنمية الشاملة بالإضافة إلى التزام الجانبين بتعزيز التفاهم المتبادل والعمل المشترك لمواجهة التحديات العالمية المتغيرة باستمرار.
ولفت إلى أنه خلال الحوار "سيتم التركيز على كيفية التعامل مع الظروف الراهنة وما هي الأولويات التي يجب أن نتبناها لضمان استدامة اقتصادنا وحماية مجتمعاتنا" مؤكدا العمل برؤية مشتركة تسعى إلى تنسيق الجهود الدولية والإقليمية من أجل العمل الجاد لتحقيق السلام العادل والشامل وإيقاف العدوان أيا كان.
وجدد العطية التأكيد على استعداد قطر للمساهمة في الجهود الدولية لحل الأزمة الروسية - الأوكرانية سلميا مع دعوات لإيقاف العمليات العسكرية وتوفير المساعدات الإنسانية مشددا في الوقت ذاته على أن "القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وللعالم أجمع".
كما شدد على موقف قطر الثابت الداعم لصمود الشعب الفلسطيني وحل قضيته العادلة وفقا للقرارات الشرعية الدولية في إطار مبادرة السلام العربية مبينا أن الدبلوماسية القطرية تركز على إيقاف القتال "فورا" وحماية المدنيين والإفراج عن الأسرى ومنع اتساع النزاع وفتح ممرات آمنة للإغاثة والمساعدات بقطاع غزة.
وأشار العطية إلى أن الاتحاد الأوروبي وبشراكة "طويلة الأمد" مع مجلس التعاون له "دور حيوي" في دعم جهود التحول نحو اقتصاديات مستدامة ومبتكرة ويفتح آفاق جديدة للتنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل وهو ما يتوافق مع رؤية دول المجلس نحو تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاستدامة.
من جهته قال الأمين العام المساعد للشؤون السياسة والمفاوضات بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبدالعزيز العويشق في كلمة مماثلة إن هذه الحوارات بدأت في عام في 2003 وتهدف إلى تبادل وجهات النظر بشأن التطورات الدولية ومناقشة التطورات الاقتصادية في منطقة مجلس التعاون وفي الاتحاد الأوروبي والاستفادة من تجارب الجانبين.
وأشار إلى أن الحوار اليوم فيه "تحد سياسي" يتشكل من خلال الحرب في غزة وآثارها الاقتصادية لافتا إلى تأثر اقتصاديات المنطقة بالصراع لا سيما الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
ولفت العويشق إلى أن الحوار سيناقش عددا من الموضوعات منها التحديات الاقتصادية وأولويات السياسة واستراتيجيات الاستثمار والاقتصاد الأخضر والتنوع الاقتصادي.
من جانبه قال سفير الاتحاد الأوروبي في قطر الدكتور كريستيان تيودور إن الشهر المقبل سيشهد عقد أول قمة على مستوى القادة بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية (بروكسل).
وأضاف تيودور أن هذه الحوارات تساهم في ترقية العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والدول الخليج على مستوى "استراتيجي" متطلعا إلى حوار "غني" يساعد في تعزيز التعاون بين شعوب الاتحاد الأوروبي ودول الخليج.
بدورها قالت مديرة الشؤون الاقتصادية والمالية والحوكمة العالمية في المفوضية الاوروبية انيكا اريكسجارد إن جائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) "غيرت وجه العالم إلا أن العالم استطاع تجاوز هذا التحدي" مشيرة إلى أن الصراع في غزة والحرب الروسية - الأوكرانية أثرتا أيضا على المنطقة والعالم.
وأضافت اريكسجارد أن هذا الحوار سيناقش القضايا ذات الاهتمام المشترك والعمل معا لتبادل الخبرات ووجهات النظر متطلعة إلى مناقشات تسعى لجعل المنطقة أكثر استقرارا.
ويعقد الحوار الاقتصادي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي بصفة منتظمة منذ عام 2003 بهدف تعزيز ورفع مستوى التعاون الاقتصادي وتبادل الخبرات والتجارب والاستفادة منها بين الجانبين. (النهاية) س س س / ن ع ع