القاهرة - 16 - 9 (كونا) -- احتفت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ممثلة في (إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي) وبالتعاون مع المجلس العربى للمسؤولية المجتمعية اليوم الاثنين باليوم العالمي العربي للمسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة للجامعات العربية وذلك بمقرها بالقاهرة.
وأكدت مديرة إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي في جامعة الدول العربية الوزيرة المفوضة الدكتورة ندى العجيزي إن انعقاد هذه الفاعلية يأتي في إطار سعي جامعة الدول العربية الدؤوب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الشراكات التي من شأنها أن تسهم في النهوض بالمجتمعات العربية وتقديم الدعم اللازم لشرائح واسعة لا سيما الشباب والمرأة ومختلف الجامعات العربية.
وقالت العجيزي في كلمتها الافتتاحية إن الجامعات العربية تلعب دورا فعالا في تنمية المجتمعات فهي ليست أنظمة مغلقة تقتصر على تقديم العملية التعليمية دون تفاعل مع قضايا التنمية المجتمعية المختلفة وإنما تعد نظاما مفتوحا يتأثر بالمجتمع ويؤثر فيه من خلال الخدمات العلمية ونشر الوعي الذي يسهم في تنمية المجتمع وتطويره عبر غرس ثقافة المسؤولية المجتمعية بين أفراد المجتمع الجامعي على اختلافهم.
وأوضحت أن الحديث عن التنمية المستدامة لا يكتمل من دون التركيز على التعليم "لأننا في حاجة إلى جيل متعلم على أعلى مستوى كي ندعم حقا مفهوم التنمية المستدامة" مؤكدة "نستطيع وبكل ثقة أن ننظر تجاه السنوات المقبلة بتفاؤل خاصة عندما نرى المزيد من مساهمة الشباب في بناء مستقبل مستدام عن طريق انتهاج التعلم الطموح والوعي الصحيح تجاه التحديات التي نريد أن نتغلب عليها معا".
وأشارت إلى أنه من منطلق إيمان جامعة الدول العربية بأهمية نشر وتعزيز الوعي بالتنمية المستدامة والمسؤولية المجتمعية في الجامعات العربية فقد ساهمت إدارة التنمية المستدامة بالعديد من الأنشطة في مختلف الجامعات عن طريق محاضرات التوعية للشباب ونماذج المحاكاة وقامت بإطلاق المنصة الرقمية العربية للتنمية المستدامة منذ عام 2022 ومجموعات العمل الإقليمية المنبثقة عنها لتنمية المهارات وبناء القدرات في مختلف المجالات مثل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والابتكار وريادة الاعمال.
وأضافت العجيزي أن "ما نمر به من تغييرات سريعة بسبب الثورة التكنولوجية الهائلة التي أثرت بشكل كبير في الطرق التي نعمل ونتعلم بها وحتى تلك التي نعيش بها سويا حيث يشهد الذكاء الاصطناعي تطبيقات جديدة في العديد من القطاعات بما في ذلك الأمن والبيئة والبحث والتعليم والصحة والثقافة والتجارة إلى جانب الاستخدام المتزايد التعقيد للبيانات الضخمة.
وبينت أن "الذكاء الاصطناعي سيقدم شكلا جديدا للحضارة الإنسانية حيث يمكن أن يفتح فرصا هائلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة اذ تتيح تطبيقاته حلولا مبتكرة وتقييما محسنا للمخاطر وتخطيطا أفضل ومشاركة أسرع للمعرفة.
وذكرت أن الأسبوع العربي للتنمية المستدامة يمثل الفاعلية الإقليمية الأكبر والأهم في المنطقة العربية فيما يخص قضايا التنمية المستدامة وتكمن أهميته في كونه فرصة سنوية لكل متخذي القرار وجميع المعنيين بملفات التنمية المستدامة للتباحث حول سبل تسريع تحقيق الأهداف وفقا للواقع السياسي والاقتصادي العربي وبما يتماشى مع السياق التنموي بكل ما فيه من فرص وتحديات.
وذكرت العجيزي ان جامعة الدول العربية بالتعاون مع الشركاء من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي ستعقد فعليات النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة تحت عنوان (حلول مستدامة من أجل مستقبل أفضل: المرونة والقدرة على التكيف في عالم عربي متطور) وذلك خلال الفترة من 24 إلى 27 نوفمبر 2024 بالقاهرة.
من جانبه قال الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية الدكتور عمرو عزت إن التعليم والتنمية وجهان لعملة واحدة محورهما الانسان ولا تستطيع التنمية أن تحقق أي خطوة إلا إذا توفرت القوى البشرية المؤهلة فالهدف الأسمى من المسؤولية المجتمعية هو المساهمة في التنمية المستدامة الهادفة للقضاء على الفقر وتوفير الصحة للجميع وتحقيق العدالة المجتمعية باستخدام الموارد من دون المساس بالاحتياجات للأجيال المستقبلية.
وأضاف سلامة في كلمة له إنه في عصر التكنولوجيا ومجتمعات المعرفة والاقتصاد الرقمي الذي يشكل أكثر من 25 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي أصبحت المعرفة ورأس المال البشري غاية في الأهمية لتعزيز النمو الاقتصادي والتنمية.
واستطرد قائلا إن الجامعات مسؤولة عن تثقيف صناع القرار الذين يشكلون المستقبل إذ تؤدي دورا رئيسيا في تزويد المجتمع بالقوى العاملة ذات المهارات العالية والمواطن المسؤول من خلال تقديم طرق التدريس ذات المعايير العالية وتضمين مفهوم التنمية المستدامة في جميع مناهجها الدراسية كما تسهم في تعزيز مبدأ الاستدامة من خلال بناء الشراكات مع القطاعين العام والخاص لدعم مشروعات التنمية المستدامة.
من جانبها قالت الأمين العام للمجلس العربي للمسؤولية المجتمعية الدكتورة رندا رزق في كلمة مماثلة إن محاور المؤتمر تضمنت جلسة حول دور منظمات الأمم المتحدة ومنظمات غير الحكومية في تخطيط التعليم في وقت الأزمات وأخرى حول التحول الرقمي لمشاريع الريادة المجتمعية في المنطقة العربية.
وأضافت رزق أن المؤتمر شهد إطلاق الشبكة العربية للمسؤولية المجتمعية للجامعات والإعلان عن المسابقة وشروط ومعايير الجائزة العربية للمسؤولية المجتمعية للجامعات.
بدورها أكدت رئيس مكتب ممثل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (اونروا) بالقاهرة سحر الجبوري أن التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني "تفوق الوصف".
واضافت الجبوري أن الحديث عن دور (أونروا) في دعم حق التعليم للاجئين الفلسطينيين ليس فقط فرصة للتذكير بأهمية التعليم كحق أساسي بل هو أيضا تذكير بالدور المحوري الذي تقوم به في حماية هذا الحق في مناطق عملياتها الخمس وهي الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
وقالت إنه من المعروف أن برنامج التعليم الخاص بالوكالة هو من أعرق البرامج التعليمية في المنطقة حيث يدرس حقوق الإنسان وقيم الأمم المتحدة مضيفة أن الوكالة رائدة في تحقيق المساواة بين الجنسين في مدارسها منذ بداية ستينيات القرن المنصرم.
وتابعت أنه في قطاع غزة وحدها كانت (أونروا) قبل الحرب ثاني أكبر مقدم للتعليم في غزة بعد وزارة التعليم الفلسطينية وكان للوكالة 188 مدرسة يتلقى فيها حوالي 300 ألف طالب التعليم الأساسي ومركزان للتدريب المهني والتقني يدرس فيهما 1800 شاب وشابة.
وذكرت أنه قد تميز القطاع برغم سنوات الحصار الطويلة بأعلى نسبة تعليم في العالم العربي تجاوزت 96 في المئة فالتعليم بالنسبة لسكان غزة هو الأمل الوحيد حيث حرموا لسنوات طويلة من كل شيء ما عدا التعليم.
وأضافت الجبوري "ونحن على أعتاب عام كامل من الحرب في غزة والتي سميت حرب على الأطفال هناك ما لا يقل عن 17 ألف طفل دون مرافق أو منفصلين عن أولياء أمورهم فيما يفقد أكثر من 10 أطفال في اليوم ساقا واحدة أو الاثنتين في المتوسط وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إنقاذ الطفولة وبالتأكيد فإن هذه الأعداد تزداد يوميا".
واكدت أن جميع الأطفال تقريبا والبالغ عددهم 2ر1 مليون طفل يعانون من الصدمات النفسية وبحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي ومنذ الحرب تحولت 95 في المئة من منشآت ومدارس الوكالة إلى ملاجئ.
وتابعت الجبوري أن التقارير تشير إلى أن حوالي 85 بالمئة من مدارس غزة بما في ذلك حوالي 70 في المئة من مدارس الوكالة قد تعرضت للقصف المباشر أو للأضرار ويقدر أنها بحاجة إلى إعادة بناء كلي مضيفة أنه لابد للوكالة أن تتخذ خطوات فعالة وسريعة. (النهاية) م ف م / ف ا س