القاهرة - 17 - 9 (كونا) -- قال وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج بدر عبد العاطي اليوم الثلاثاء إن بلاده "لا تتنازل عن قطرة مياه واحدة من نهر النيل" مؤكدا أهمية التوصل مع إثيوبيا إلى اتفاق قانوني ملزم لتشغيل وإدارة "سد النهضة".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقب مباحثات رسمية جمعت عبد العاطي بنظيره وزير الشؤون الخارجية والتجارة الهنغاري بيتر سيارتو الذي يقوم حاليا بزيارة إلى القاهرة ناقش خلالها الطرفان الملفات الإقليمية والدولية المشتركة وعلى رأسها الأوضاع الكارثية في قطاع غزة والضفة الغربية نتيجة استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف عبد العاطي خلال المؤتمر أن "ما يرد لمصر سنويا من مياه النيل التي نعتمد عليها كليا لا تكفي حتى 60 في المئة من احتياجاتنا السنوية وبالتالي تقوم مصر بإعادة تدوير المياه أكثر من مرة حتى نسد الفجوة الحالية".
وأوضح أن الجانبين ناقشا العديد من "الأزمات المتفجرة" التي تحيط بمصر من الاتجاهات الجغرافية والاستراتيجية كافة مؤكدا أهمية التوصل إلى اتفاق يقضي بسرعة إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في ليبيا "بما يحفظ وحدتها وأن تكون هنالك تسوية ليبية بعيدة عن أي تدخلات خارجية".
وشدد عبد العاطي على أهمية إيقاف إطلاق النار في السودان بما يحفظ للسودانيين أرواحهم وضرورة نفاذ المساعدات والإيقاف الفوري لتدفق الأسلحة إلى داخل البلاد.
وفيما يتعلق بالوضع الحالي في منطقة القرن الإفريقي عبر وزير الخارجية المصري عن رفضه الكامل لأي سياسات تنال من وحدة الصومال وشدد على وحدة الأراضي الصومالية.
وأكد "ضرورة توفير الجانب الاوروبي أقصى درجات ومستويات الدعم الاقتصادي والتنموي لمصر لمساعدتها في التعامل مع هذه الأوضاع شديدة الصعوبة ودعم ضيوف مصر من الأشقاء المتواجدين على أراضيها".
وحول العلاقات الثنائية المصرية - الهنغارية قال عبد العاطي انه اتفق مع نظيره سيارتو على زيادة العمل المشترك بين البلدين بهدف تطوير العلاقات الثنائية بمختلف المجالات مشيرا إلى أن هناك تعاونا وثيقا للغاية في قطاع النقل وتحديث قطاع السكك الحديدية في مصر.
ولفت في هذا الصدد إلى مشروع توريد أكثر من 1350 عربة قطار "وهي الصفقة الأكبر من نوعها في تاريخ هيئة سكك حديد مصر" مبينا أن عملية التسليم تتم بوتيرة إيجابية وجيدة إذ جرى توريد أكثر من 970 عربة قطار والمتبقي يتم توريده وفقا للجدول الزمني المحدد.
وذكر أنه توجد علاقات تعاون قوية بين البلدين كذلك في مجالات الزراعة والموارد المائية والسياحة بالإضافة إلى التعاون في قطاع الطاقة بما في ذلك الطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة النظيفة وإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره.
ومن جهته قال وزير الشؤون الخارجية والتجارة الهنغاري بيتر سيارتو في تصريح خلال المؤتمر المشترك إن "الحوار الثنائي بين البلدين دائما له أبعاد استراتيجية خاصة عندما نعيش في زمن المخاطر كما هو الحال اليوم".
وأضاف سيارتو "كلا البلدين موجودان في جوار مناطق بها حروب ونزاعات مسلحة ونعلم ونواجه مسألة الهجرة غير الشرعية والتحديات الناجمة عنها".
ونوه بأن "مصر هي أحد ضمانات الأمن الأوروبي وهي الحاجز الحامي والساتر الواقي لجنوب القارة الأوروبية" مؤكدا احترام بلاده للدور الذي تؤديه مصر في وقف الهجرة غير الشرعية من جهة كما أنها تثمن وتقدر عدم وجود ضغط على أوروبا من الجانب المصري في مسألة الهجرة" من جهة آخرى.
وأوضح أن هنغاريا ستعمل على تسريع تنفيذ الاتفاقية التي تم توقيعها في شهر يونيو الماضي بين مصر والاتحاد الأوروبي حول تخصيص دعم مالي من أوروبا إلى مصر "إذ سيتم تحويل هذه المبالغ إلى مصر في أسرع وقت ممكن".
كما طالب بضرورة تسريع حصول مصر على مساعدة مالية من صندوق السلام الأوروبي موضحا أن مصر لديها مسؤولية حماية حدودها مع السودان وليبيا.
وأضاف الوزير الهنغاري أنه سلط الضوء خلال محادثاته مع نظيره المصري على التحديات والحروب والنزاعات المسلحة التي تهدد المنطقة لافتا إلى الحرب الروسية الأوكرانية.
وتابع "الحرب في أوكرانيا ليس لنا أية علاقة بها ولكن كلا البلدين يدفع الثمن الباهظ الناتج عن هذه الحرب بسبب زيادة أسعار الطاقة والمواد الغذائية والتضخم الذي يحيط بنا".
واكد ضرورة العمل بجد لإنهاء الحروب وإيقاف النزاعات وبدء محادثات السلام مشيرا إلى أنه من مصلحة أوروبا وإيقاف التصعيد ومنع انتشار النزاع المسلح إلى أماكن أخرى في منطقة الشرق الأوسط.
وأشاد بالتعاون المصري الهنغاري بالمجالات الحيوية إذ حقق البلدان نجاحات كبيرة في المجال الاقتصادي مشيرا إلى توقيع اتفاقية تخص التعاون النووي بينهما (محطة "الضبعة" المصرية ومحطة "باكش 2" الهنغارية) ليكون هناك حوار فني بين الفريقين اللذين يبنيان المفاعلين.
وذكر أنه جاء إلى العاصمة المصرية القاهرة برفقة ممثلين ورؤساء من 23 شركة هنغارية ليجتمعون مع 104 من الأطراف المصرية بمجال الاقتصاد معبرا عن تمنيه الوصول إلى مستوى التعاون الاستراتيجي بين البلدين.(النهاية) ا س م / م ع ا