القاهرة 18 - 9 (كونا) -- أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدرعبدالعاطي ان المباحثات المصرية الامريكية بشأن قطاع غزة شهدت اتفاقا وتطابقا في موقف البلدين فيما يتعلق بالحاجه الملحة بالوقف "الفوري" لاطلاق النار في القطاع وحقن دماء الفلسطينيين وسرعة التوصل لاتفاق يقضي باطلاق سراح جميع الاسرى.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بين الوزير عبدالعاطي ونظيره الامريكي انتوني بلينكن اليوم الاربعاء في القاهرة تناولا العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
واشار عبدالعاطي الى سرعة النفاذ العاجل والكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية والطبية لسكان قطاع غزة والأهمية البالغة لوقف التصعيد ومنع التصعيد وخطورة انزلاق المنطقة لآتون حرب إقليمية خطيرة.
وقال ان المباحثات تناولت "الوضع بشكل مطول في السودان وأهمية وقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات إلى كافة الأنحاء واهمية عدم وضع الجيش السودان الوطني في نفس الكفة مع أي أطراف أخرى وأهمية العمل على تعزيز دور المؤسسات السودانية وحتى تضطلع بدورها في الحفاظ على وحدة السودان ووحدة أراضيها".
وفيما يتعلق بالأزمة الليبية أضاف عبدالعاطي "لقد تحدثنا عن الأزمة الليبية والأهمية البالغة لسرعة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وأهمية التحرك في هذا الشأن للحفاظ على وحدة الأراضي الليبية".
وعن أزمة سد النهضة أوضح أن المحادثات تناولت كذلك قضية المياه باعتبارها قضية وجودية لمصر لا يمكن التهاون أو التفريط بها وأهمية التوصل إلى اتفاق حول السد الأثيوبي مؤكدا "الأهمية البالغة لأن يكون هناك اتفاق قانوني ملزم لتشغيل هذا السد وأهمية عدم الإضرار بمصالح دولتي المصب طبقا لقواعد القانون الدولي خاصة وأن هذا النهر هو نهر عابر للحدود".
وأشار عبدالعاطي إلى أن المباحثات تناولت منطقة القرن الأفريقي وما تموج به من اضطراب مشددا على الأهمية الحيوية للحفاظ على وحدة الدولة الصومالية والحفاظ على سيادتها.
وحول سبل مكافحة الإرهاب قال عبدالعاطي "إن هناك تعاونا مشتركا بين الولايات المتحدة ومصر في مجال مكافحة الإرهاب حيث إن هناك مصلحة مشتركة بالتأكيد ومصر لديها تجربة رائدة وناجحة في مكافحة الإرهاب وفقا لرؤية شاملة تركز على جميع أبعاد المشكلة بما في ذلك التنمية الاقتصادية والاجتماعي ووقف التمويل عن التنظيمات الإرهابية الإضافة إلى عنصر مكافحة الفكر المنحرف والمتطرف".
واشار إلى أن المباحثات تناولت قضية الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط عن طريق إخلائها من كافة أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الأسلحة النووية.
وأكد عبدالعاطي استمرار علاقات التشاور والتعاون بين البلدين مشددا على عمق العلاقات المصرية الأمريكية لتحقيق مصلحة البلدين الصديقين على أساس احترام كل طرف لسيادة الطرف الآخر وعدم التدخل في شأنه الداخلي.
ونوه بوجود توافق مشترك بين البلدين لتحقيق الأمن والاستقرار في هذه البقعة المهمة من العالم.
ولفت الى ان المباحثات تناولت كذلك "التعاون في قطاع التربية والتعليم والتعليم العالي واليوم سيتم التوقيع على اتفاقيات لفتح أفرع لثلاث من الجامعات الأمريكية العريقة في مصر جنبا الى جنب العديد من الجامعات العالمية والدولية المرموقة سواء من اليابان أو كندا أو ألمانيا والتي هي حريصة على فتح فروع لها لتطوير العملية التعليمية الجامعية في مصر".
وتابع أن المباحثات تناولت علاقة التعاون القوية القائمة في مجال التربية والتعليم وبناء المدارس بالاضافة الى قطاع السياحة وهو قطاع شديد الأهمية في علاقاتنا الثنائية.
واكد عبدالعاطي أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة قوية ومتينة تمتد لعقود طويلة من العمل والتفاهم المشترك مشيرا الى أهمية تطوير العلاقات التجارية بين البلدين ومزيد من نفاذ المنتجات الى الدول الأخرى.
وقال عبدالعاطي إن المباحثات تطرقت إلى العديد من الملفات الثنائية من بينها المرشح المصري والعربي والأفريقي لمنصب مدير عام اليونسكو وأهمية رفع الظلم التاريخي عن الحضارة العربية والمصرية العظيمة كي يكون هناك مدير عام لليونسكو من مصر والمنطقة العربية.
وأشار الى الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والتحركات المصرية شديدة الإيجابية في تنفيذ هذه الاستراتيجية وما تقوم به مصر من جهد في هذا الشأن ليس لإرضاء أي طرف خارجي ولكن لمصلحة الشعب المصري.
من جانبه اكد بلينكن أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز التعاون الأمني طويل الأمد بين مصر والولايات المتحدة منوها إلى أن مصر دائما ما تقدم مساهمات في مجال حفظ السلام في الكونغو الديمقراطية أو السودان وغيرها من المناطق.
وتابع "كما لاتزال شريكة لا يمكن الاستغناء عنها في السعي للوصول إلى هدنة في غزة تعيد الاسرى وتخفف من معاناة السكان في غزة وتؤسس لسلام طويل الأمد".
ولفت إلى أنه تم بحث أهمية الوصول لتحقيق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة والتأكيد على الاستمرار بالسعي لتحقيقها مع النظراء مشددا على أن الهدنة ستكون أفضل طريقة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة وتخفيف المخاطر على الاستقرار الإقليمي.
وأشار إلى أن الولايا المتحدة تعي جيدا المخاطر التي تشعر بها مصر جراء التواترت الإقليمية والتي من بينها استمرار الحوثيين بدعم من إيران في مهاجمة التجارة العالمية في البحر الأحمر وهو ما كلف مصر نحو خمسة مليارات دولار من العائدات الضائعة.
واستطرد "لقد لعبت مصر دورا حيويا في الصراع في السودان وهو أسوأ أزمة إنسانية في العالم وبالعمل مع شركائنا في السعودية والإمارات وسويسرا والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة حققنا كثيرا من التقدم خلال الشهر الماضي".
واضاف "انه تم فتح معابر تسمح بعبور المساعدات الإنسانية لكن هذا التقدم مهدد الآن بسبب حملة جديدة من قوات الدعم السريع في الفاشر تسببت في مقتل ونزوح الآلاف من الأشخاص".
وقال "على قوات الدعم السريع ضرورة اتخاذ كل الخطوات لحماية أرواح الأبرياء واحترام التزاماتها لحماية المدنيين كما على القوات المسلحة السودانية إيقاف قصفها العشوائي للمدنيين وعلينا جميعا القيام بالمزيد لإنهاء هذه الحرب البشعة والبناء على ما حققناه في جدة".
واوضح بلينكن "في الأسبوع المقبل وخلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة سوف أقدم عرضا لفتح ممر إنساني لحماية المدنيين وإيقاف العدائيات".
وشدد على الدور المهم الذي تلعبه مصر في تحقيق الاستقرار في ليبيا وهو ما تهتم به الولايات المتحدة سعيا لحل الخلافات التي تقع بين الفرقاء هناك.
وتابع في هذا الاطار "هذه هي بعض وليست كل القضايا التي ناقشناها في هذه اللحظة المليئة بالتحديات والتي تؤكد على أهمية شراكتنا مع مصر فحوار اليوم مهم جدا ليس فقط لأنه يذكرنا بما هو على المحك ولكن بما هو ممكن تحقيقه لشعبينا وللمنطقة".
وعن مستوى العلاقات الثنائية بين مصر وامريكا أكد بلينكن أن بلاده تدعم جهود مصر في إصلاح اقتصادها لكي يصبح أكثر تنافسية وديناميكية معلنا عن تمويل أمريكي إضافي يقدر بـ129 مليون دولار للاستثمار في مئات المنح التعليمية العليا وتشجيع ريادة الأعمال وتحسين الصحة في المناطق الريفية.
وقال "إن العلاقات مع مصر مهمة بالنسبة للولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى ويمكن تحقيق الكثير سويا كما لاتزال شريكة لا يمكن الاستغناء عنها".
وأشار إلى أهمية المباحثات التي أجراها في مصر وفي إطار الحوار الاستراتيجي المشترك لافتا إلى أن الحوار الاستراتيجي يؤكد التزام مصر والولايات المتحدة بالاستمرار في تعزيز العلاقات بطريقة تركز على خدمة شعبي البلدين.
وشدد على أن بلاده تعمل على تعزيز جهود مصر في الحفاظ على تراثها وآثارها بما في ذلك إدراج معبد "أبيدوس" على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي.
واعرب بلينكن عن ترحيب بلاده بالخطوات المصرية في مجال حقوق الإنسان واطلاق سراح السجناء وتعزيز إجراءات إصلاحات مراحل ما قبل المحاكمة وحل القضايا التي تنطوي على حظر السفر.(النهاية) ع ف ف