نيويورك - 21 - 9 (كونا) -- حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم السبت المجتمع الدولي على تحويل الاتفاقات المهمة التي ستعتمدها قمة المستقبل إلى عمل على أرض الواقع لوضع العالم على مسار أفضل يفيد الجميع.
جاء ذلك أثناء افتتاح غوتيريش ثاني يومي العمل اللذين يسبقان قمة المستقبل التي تعقد رسميا في 22 و23 سبتمبر الجاري وهي حدث رفيع المستوى يجتمع فيه قادة العالم للتوصل إلى توافق دولي جديد في الآراء بشأن كيفية تحقيق حاضر أفضل على نحو يكفل أيضا حماية المستقبل.
وحضر فعاليات يوم العمل الثاني قادة دول ورؤساء بلديات ومشرعون وبرلمانيون وممثلون عن المجتمع المدني والقطاع الخاص وأكاديميون وفنانون وشباب.
واستعرض غوتيريش في كلمته عملية التحضير للقمة التي نبعت الفكرة من عقدها من المشاكل التي يواجهها العالم بما في ذلك الصراعات وانعدام المساواة والفوضى المناخية والتكنولوجيا غير الخاضعة للقواعد.
ونبه إلى أن أهداف التنمية المستدامة التي اتفق قادة العالم على تحقيقها بحلول عام 2030 تحيط بها المخاطر إذ أن الكثير من الدول ترزح تحت أعباء الديون وأزمة تكاليف المعيشة.
وأضاف أن المؤسسات متعددة الأطراف غير قادرة على الاستجابة للتحديات المعاصرة لافتا في الوقت ذاته إلى أن هذا الأمر كان دافعا لبدء "رحلة الإصلاح" من أجل تحديث النظام الدولي ليصبح صالحا لليوم والغد.
وأكد غوتيريش على الحاجة إلى تعددية أكثر شمولا وفعالية بعلاقات أقوى بين المؤسسات الدولية موضحا أن ذلك يعني "تمثيلا أكبر للدول النامية وصوتا أكبر لكم جميعا".
وشدد على أهمية دور المجتمع المدني والشباب والقطاع الخاص والعلماء والمبتكرين والأكاديميين قائلا "فيما تتحمل الحكومات المسؤولية الرئيسية فإننا لن نحل المشاكل الدولية الراهنة من دون مساهمات كل أعضاء المجتمع".
وسلط الأمين العام الضوء على أولويات ميثاق المستقبل المتمثلة في (إصلاح مجلس الأمن) الذي "عفا عليه الزمن" ليكون أكثر فعالية وتمثيلا لعالم اليوم و(إصلاح مؤسساتنا المالية الدولية) لتعزز استخدام الموارد من أجل التنمية المستدامة والعمل المناخي.
وأشار الى أن الأولويات تشمل كذلك (إصلاح القواعد التي تحكم الفضاء الخارجي) الذي تعمه الفوضى في الوقت الراهن و(إصلاح كيفية الاستجابة للصدمات العالمية) والعمل معا من أجل السلام والأمن.
ودعا غوتيريش إلى ضرورة اعتبار (الميثاق الرقمي العالمي) خطة لسد الفجوات الرقمية وأول اتفاق عالمي حول الذكاء الاصطناعي يضع أساس إنشاء منصة دولية يكون مركزها الأمم المتحدة تجمع كل الأطراف معا.
وحول (إعلان الأجيال المقبلة) قال غوتيريش إنه يجب أن يلتزم القادة بوضع المستقبل بعين الاعتبار عندما يتخذون قراراتهم اليوم مناشدا أصحاب المصلحة تضمين المساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان في كل جوانب تلك الاتفاقات بما يعكس حقيقة أن هذه الحقوق تشكل عنصرا أساسيا في كل مجالات الحياة.
وختم الأمين العام للأمم المتحدة كلمته بالقول إن اعتماد تلك الاتفاقات في قمة المستقبل "لن يكون نهاية الرحلة ولكنه سيكون نهاية البداية".
وفي السياق نقلت شارون بيرش المتحدثة باسم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ قوله إن قمة المستقبل ستكون "لحظة تاريخية لإعادة الالتزام بإيجاد مستقبل أفضل للجميع في كل مكان".
وأشارت إلى أنه بعد التشاور والاجتماع مع الدول الأعضاء خلال الأيام الماضية تم تقديم (ميثاق المستقبل) إلى الجمعية العامة.
وحث رئيس الجمعية العامة كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على اعتماد الميثاق وملحقاته بالإجماع خلال قمة المستقبل.
وشمل التحضير لقمة المستقبل المقرر انطلاقها غدا الأحد أكبر عملية تشاورية قامت بها الأمم المتحدة خلال أربع سنوات شارك فيها 5ر1 مليون شخص من جميع الدول الأعضاء بالمنظمة.
كما ساهمت مئات جماعات المجتمع المدني في صياغة الاتفاقات الثلاثة التي ستصدرها القمة وهي (ميثاق المستقبل) و(الميثاق الرقمي العالمي) و(إعلان الأجيال المقبلة). (النهاية) ع س ت / ر ج