فيينا - 18 - 10 (كونا) -- أكد زعيم الحزب الاشتراكي في النمسا أندرياس بابلر اليوم الجمعة رفضه التحالف مع حزب الأحرار اليميني المتطرف لتشكيل الحكومة المقبلة.
وقال بابلر في مؤتمر صحفي إنه أجرى اليوم محادثات مع زعيم حزب الأحرار هربرت كيكل استمرت حوالي 30 دقيقة إلا أنها لم تغير موقفه ولا توجهات حزبه بشأن إمكانية التعاون بين الجانبين.
وأضاف أنه "لا يمكن في دولة ديمقراطية تشكيل أي حكومة" مع حزب الأحرار اليميني بغض النظر عمن يرأسه.
واتهم في هذا السياق حزب الأحرار بأنه "يحافظ على اتصالات وثيقة مع المتطرفين اليمينيين" وبأنه "يشكك في حقوق الإنسان" مضيفا أن هذا الحزب أيضا "لا يحترم حقوق المرأة" و"يقوم بأدوار تحريضية داخل المجتمع لتقسيمه" كما أنه "فشل بالفعل" مرات عدة في ائتلافات حكومية سابقة.
وجدد بابلر في الوقت نفسه استعداده لإجراء محادثات مع "جميع القوى الديمقراطية" في النمسا مشددا على أن الحزب الاشتراكي "منفتح" على مثل هذه المحادثات.
وأقر زعيم الحزب الاشتراكي بأن التحديات التي تواجه الحكومة المستقبلية "هائلة" مؤكدا أنه في هذه الأوقات هناك حاجة إلى "ائتلاف واسع قادر على إيجاد الأفكار والحلول الصحيحة".
وكان الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين قد طلب من الأحزاب الثلاثة التي حققت أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات أن تستكشف فيما بينها كيف يمكنها تحقيق "أغلبية مستدامة".
وأعلن المكتب الرئاسي اليوم أنه بعد انتهاء جولة المحادثات بين الأحزاب الثلاثة فإن الرئيس فان دير بيلين يعتزم مقابلة رؤساء الأحزاب الثلاثة واحدا تلو الآخر في قصر (هوفبورغ) الاثنين القادم لإجراء مزيد من المحادثات معهم.
يذكر أن نتائج الانتخابات البرلمانية النمساوية التي جرت يوم 29 سبتمبر الماضي قد أسفرت عن فوز حزب الأحرار برئاسة كيكل بحصوله على نسبة 1ر29 بالمئة من أصوات الناخبين ولكنه لم يحصل على الأغلبية التي يحتاجها لتشكيل ائتلاف حكومي.
ولا يزال موضوع تشكيل الحكومة المقبلة معقدا إذ لم يعط الرئيس النمساوي بعد أي إشارة بشأن الحزب الذي سيكلفه بتشكيل الحكومة ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الرئيس سيصدر أمرا بتشكيل حكومة ائتلافية.
ونظرا لأن حزب الشعب والحزب الاشتراكي استبعدا تشكيل ائتلاف مع حزب الأحرار رغم حصول الأخير على أكبر عدد من الأصوات فإن الخيار المفضل يكمن في التعاون بين هذين الحزبين.
ومن أجل الحصول على أغلبية مريحة في المجلس الوطني يحتاج هذان الحزبان إلى شريك ثالث لأن لديهما حاليا 92 مقعدا فقط من أصل 183 مقعدا في البرلمان. (النهاية) ع م ق / م ع ع