نيويورك - 6 - 11 (كونا) -- اعتبرت مسؤولة أممية أن الحرب السودانية لا تزال تخلف أثرا كبيرا على الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية في السودان وجنوب السودان بما في ذلك فيما يعرف بمنطقة (صندوق أبيي) التي تعمل فيها قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا).
جاء ذلك في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي مساء أمس الثلاثاء حول تطبيق قراره رقم (2046) المتعلق بالقضايا الثنائية العالقة بين السودان وجنوب السودان والوضع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
واستمع المجلس إلى إحاطة من مساعدة الأمين العام للشؤون الأفريقية في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام مارثا بوبي حول عمل (يونيسفا) والتطورات الأخيرة هناك.
واستهلت بوبي إحاطتها أمام المجلس بالقول إن مئات آلاف الأشخاص عبروا الحدود من السودان إلى جنوب السودان فرارا من الحرب.
وأضافت "مثل مواطني جنوب السودان أنفسهم يواجه اللاجئون ظروفا صعبة من دون تمكنهم من الوصول إلى ما يكفي من الماء النظيف والغذاء والخدمات الصحية وغيرها من الخدمات الضرورية".
وحول صندوق أبيي نبهت المسؤولة الأممية إلى استمرار انتشار الأسلحة الخفيفة مشيرة إلى توغل مجموعة من مقاتلي قوات الدعم السريع الذين نهبوا مقاطعتين في المنطقة.
وحذرت من تحركات الجماعات المسلحة التي تفاقم الوضع الأمني الهش في جنوب السودان وأبيي وخاصة فيما يتعلق بالتوتر القائم بين مجتمعي (تويك ميارديت) و(دينكا نقوك) عبر ولاية واراب.
وتطرقت بوبي أيضا إلى التحديات المرتبطة بالمناخ والتي خلفت تعقيدات إضافية على الوضع مستشهدة بأن السكان في جنوب السودان والسودان وأبيي تأثروا بشكل كبير بالأمطار الغزيرة والفيضانات خلال شهري أكتوبر وسبتمبر.
وأوضحت أنه في أبيي وحدها تشرد أكثر من 18 ألف شخص في حين تم هدم ما يزيد على 3 آلاف منزل كما دمرت الفيضانات المحاصيل والبنية التحتية وعطلت الخدمات الصحية والتعليمية بما زاد مخاطر انتشار الأمراض.
وتحدثت مساعدة الأمين العام للشؤون الأفريقية عن تأثر سكان ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق مثل أجزاء أخرى من السودان بالحرب الدائرة منذ 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
وأفادت بوبي بأن الحرب لا تزال تعد مصدرا كبيرا لانعدام الاستقرار في منطقتي القرن الأفريقي والساحل في ظل العواقب الأمنية والإنسانية والاقتصادية الوخيمة على جيران السودان.
وشددت على أن تطبيق قرار مجلس الأمن رقم (2046) بشكل كامل أمر مستحيل من دون حل الصراع في السودان منبهة إلى أن "أثر هذه الحرب على المنطقة يتطلب استجابة منسقة من جميع أجهزة الأمم المتحدة والشركاء الدوليين المعنيين".
ولفتت إلى مواصلة مكتب المبعوث الخاص للقرن الأفريقي بدعم جهود الوساطة التي يبذلها المبعوث الشخصي للأمين العام للسودان رمطان لعمامرة في سعيه لتأمين إيقاف مبكر لإطلاق النار يكون "قابلا للتحقيق ومستداما".
وأشارت الى أن المكتب سيواصل أيضا دعم الدور المعزز للاستقرار لبعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس) والبعثة الأممية (يونيسفا) بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) وغيرهما من الشركاء.
ورأت المسؤولة الأممية أنه لم يحصل أي تقدم هذا العام على مسار الحوار بين السودان وجنوب السودان بشأن الوضع النهائي لأبيي والقضايا الحدودية مشيرة إلى أن (يونيسفا) ستواصل مراقبة الوضع والظروف التي قد تكون مؤاتية لاستئناف المحادثات. (النهاية) ع س ت / ر ج