القاهرة - 11 - 11 (كونا) -- وجهت مديرة منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتورة حنان بلخي اليوم الاثنين نداء عاجلا للإيقاف "الفوري والدائم" لإطلاق النار في الأرض الفلسطينية المحتلة ولبنان والسودان ولضمان إيصال المساعدات المنقذة للحياة دون عوائق.
وقالت بلخي في كلمة افتتاحية خلال مؤتمر صحفي بشأن حالات الطوارئ الراهنة والأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والسودان والقرن الإفريقي إن الصراع أدى إلى "تدهور كارثي" في الشرق الأوسط لا سيما في الأرض الفلسطينية المحتلة ولبنان.
وأوضحت أن "لجنة مراجعة المجاعة حذرت من حدوث مجاعة وشيكة في شمال غزة" مضيفة أن "15 قائدا لوكالات الأمم المتحدة وصفوا الوضع بالكارثي ومع ذلك لم يتغير شيء بل ربما انزلق الوضع إلى الأسوأ".
وأكدت أن الفرق الطبية قدمت الإمدادات الجراحية والطبية الأساسية لتتمكن المستشفيات من مواصلة عملها وسط القصف العنيف المستمر مضيفة أنه "لا يمكن وصف الصدمات والأعباء النفسية الناجمة عن هذا الصراع".
وتابعت أنه "لا يوجد حقا مكان آمن في غزة" مؤكدة الدور المحوري لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في تقديم الخدمات الضرورية التي لا بديل لها.
وحول الوضع في لبنان أفادت بلخي بأن المرافق الصحية تتعرض لهجمات شرسة أدت إلى توقف 17 مستشفى عن العمل كليا أو جزئيا إلى جانب إغلاق حوالي 60 في المئة من مراكز ومستوصفات الرعاية الصحية الأساسية في المناطق التي تحتدم فيها الأعمال العدائية.
وأعربت عن قلقها بشأن هذا التعطيل النظامي للرعاية الصحية الذي يؤثر على حاضر ومستقبل فئات سكانية بكاملها ويشكل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي.
وفي السياق ذاته ذكرت أن نصف مواطني السودان أي حوالي 25 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية مبينة أن "هذه حقيقة مروعة إذ أن أرض السودان تعد جنة زراعية يعاني الناس فيها من أكبر أزمة جوع في العالم".
وقالت بلخي "إننا نعمل عن كثب مع الشركاء لرصد فاشية الكوليرا واحتوائها في السودان ونقدم الدعم لنشر ملايين اللقاحات الفموية المضادة للكوليرا في مختلف الولايات".
وأعربت عن سعادتها بإعلان السودان "أول بلد في إقليم شرق المتوسط يطلق أحد اللقاحات الجديدة المضادة للملاريا رغم التحديات وهي خطوة أساسية لمكافحة أحد أشد الأمراض فتكا بالأطفال في العالم إذ يتسبب بوفاة حوالي نصف مليون طفل دون سن الخامسة سنويا في أفريقيا".
وبشأن البلدان التي تعاني أزمات "خطرة" لفتت بلخي إلى الصومال وجيبوتي والتحديات الهائلة التي يواجهها السكان المهمشون غالبا في هذين البلدين وقدرتهم على الصمود.
وأفادت بلخي بأن أكثر من 40 في المئة من الصوماليين يفتقرون للرعاية الصحية الأساسية مؤكدة أنه يجب مساعدة الصومال في التخلص من الأطفال وتوفير الأدوية الأساسية والدعم المستمر مع الشركاء.
وأشارت إلى أن جيبوتي تعاني من تغير المناخ وتواجه تحديات في مجال الصحة العامة موضحة أن الدولة تهتم بتوفير الأدوية لعلاج الأمراض المزمنة لتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية. (النهاية) ع ف ف / ف د س