واشنطن - 3 - 1 (كونا) -- حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي أي) ووكالات حكومية أمريكية أخرى من خطر وقوع عمليات "تقليد أو انتقام" في الولايات المتحدة على غرار هجوم نيو اورليانز الذي اسفر عن مقتل 14 شخصا واصابة العشرات.
وجاء التنبيه في نشرة تحذيرية مشتركة صدرت عن (اف بي أي) وعدة وكالات حكومية أمريكية واطلعت على مضمونها شبكة (سي بي أس) الإخبارية ونقلته عنها كافة وسائل الاعلام كما أكد صدورها منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي في مؤتمر صحفي عبر الانترنت.
ووفقا للشبكة حذرت النشرة التي تم توزيعها على سلطات إنفاذ القانون في جميع أنحاء البلاد من أن هجمات الدهس بالسيارات "من المرجح أن تظل جذابة للمهاجمين الطموحين" بسبب السهولة النسبية لشن هجمات مماثلة لتنفيذ مثل هذه العمليات.
وفقا للنشرة غالبا ما استخدم ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) "هذا التكتيك في الماضي."
ورغم أن (داعش) لم يعلن مسؤوليته عن هجوم نيو اورليانز غير أن منفذه الذي يدعى شمس الدين جبار (42 عاما) وهو أمريكي المولد من ولاية تكساس وسبق أن خدم لفترة طويلة في الجيش الأمريكي أعلن دعمه للتنظيم في سلسلة من مقاطع الفيديو التي نشرها قبل تنفيذ الهجوم مباشرة وفقا لما ورد في مؤتمر صحفي لمكتب التحقيقات الفيدرالي عقد أمس في المدينة التي شهدت العملية التي يتم التحقيق بها باعتبارها "عملا إرهابيا".
وأشارت النشرة الفيدرالية وفقا ل(سي بي اس) إلى أن "الرسائل الرسمية ل(داعش) بين عامي 2014 و2016 دعت إلى هجمات دهس يليها استخدام أسلحة" منوهة بأن "ما لا يقل عن 13 هجوما باستخدام المركبات كأسلحة تم تنفيذها في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا بين عامي 2016 و2017."
كما أبرزت أن هجوم شارع نيو اورليانز هو "الهجوم السابع على الأراضي الأمريكية المستوحى من منظمة إرهابية أجنبية منذ عام 2001 والأول منذ عام 2017 الذي أسفر عن وفيات."
ولفتت إلى أن "الزيادة في هجمات دهس المركبات في عامي 2016 و2017 تشير إلى أن نجاح الهجمات المماثلة- وخاصة في الغرب - قد تلهم جهات فاعلة ذات دوافع مماثلة لتبني نفس الطريقة".
وأفادت بأن "عدة منظمات إرهابية أجنبية وجماعات داعمة لها سبق أن أصدرت مقاطع فيديو متعددة تدعو إلى العنف خلال فترة عطلات الشتاء وتحديدا احتفالات رأس السنة."
ومن جانبه أكد كيربي صدور التحذير الذي " يشجع جميع المسؤولين الحكوميين والمحليين على الانتباه إلى أنه قد يكون هناك جناة مقلدون قد يرغبون في تنفيذ هجمات مماثلة لما حدث في نيو أورليانز ولاس فيغاس."
وشدد على أن "سلطات إنفاذ القانون الفيدرالية والسلطات التحقيقية الفيدرالية ومجتمع الاستخبارات لدينا يراقبون هذا الأمر عن كثب وسيستمرون في القيام بذلك."
وتطرق إلى الشق الأمني من حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب في 20 يناير الجاري بالقول "إن أمن اجراءات التنصيب والحاضرين يظل أولوية قصوى لنا جميعا في السلطة التنفيذية."
وأكد "نحن نعمل بجد كل يوم لضمان سلامة وأمن عملية التنصيب من أي نوع من الهجمات وبالتأكيد أي نوع من الهجمات التي يمكن أن تؤدي إلى ضرر جسدي. لذلك نحن نعمل على هذا الأمر بجدية شديدة."
وأضاف "كما أننا نواصل عبر الوكالات المختلفة إبقاء فريق الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب على اطلاع."
وعاد خطر التهديد الإرهابي للأراضي الأمريكية إلى الواجهة الرسمية والشعبية بقوة مؤخرا بعد هجوم نيو اورليانز منذ يومين خاصة وأن منفذه عبر عن ولائه ل (داعش) والذي تلاه بعد ساعات من انفجار شاحنة من طراز (تيسلا سايبر تراك) امام فندق ترامب بمدينة لاس فيغاس الأمريكية.
وعلى الرغم من تأكيد مكتب التحقيقات الفيدرالي أمس أنه لا يوجد حتى الآن معطيات حاسمة تدل على وجود رابط بين الحادثتين غير أنهما سلطتا الضوء على الملف الأمني في الداخل الأمريكي بجوانبه المختلفة ومنها الجدل المستمر حول حرية حيازة الأسلحة الهجومية بين الديمقراطيين والجمهوريين. (النهاية)
ر س ر / م م ج