برلين - 8 - 1 (كونا) -- تخوض الأحزاب الألمانية نقاشا حادا لليوم الثاني على التوالي حول النفقات العسكرية في الجيش الاتحادي وحجم الاستثمارات بحلف شمال الأطلسي (ناتو) وذلك قبل أسابيع من الانتخابات البرلمانية المبكرة والمقررة في 23 فبراير المقبل.
وبينما يعارض الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة المستشار الاتحادي أولاف شولتس رفع قيمة النفقات العسكرية الألمانية في الحلف الأطلسي لأكثر من 2 في المئة من الناتج القومي المحلي يطالب نائبه وزير الاقتصاد من حزب (الخضر) روبرت هابك بأن تصل نفقات ألمانيا في الحلف الدفاعي إلى 5ر3 في المئة من الناتج القومي.
ووجه شولتس انتقادات حادة لمطالب هابك قائلا في تصريح إن "فكرة زيادة نفقات ألمانيا في الحلف ليست متوازنة لأن رفع هذه النفقات من 80 مليار يورو (82 مليار دولار) في العام إلى 140 مليار يورو (144 مليار دولار) يعني مضاعفة النفقات الألمانية في الحلف دون القدرة على القول أين سنستثمر هذا المبلغ ومن أين سيأتي".
وتساءل شولتس عن الجهة التي ستدفع هذا المبلغ الطائل في إشارة إلى رفضه تحميل دافعي الضرائب في ألمانيا هذا العبء المالي الكبير.
ورد هابك وهو مرشح في الانتخابات البرلمانية المقبلة على شولتس باتهامه عندما كان حزبه الاشتراكي الديمقراطي مشاركا في حكومات سابقة مع المحافظين ب"المبالغة في التقشف في الشؤون العسكرية" الأمر الذي أدى إلى "تدمير" الجيش الألماني تحت "شعار اللا مبالاة" بوضع الجيش.
وأضاف هابك في مقابلة حصرية مع مجلة (شتيرن) بالقول إن المبلغ الضخم (100 مليار يورو) الذي تعهد شولتس بعد بدء الحرب الروسية - الأوكرانية باستثماره في الشؤون العسكرية "ستنفد في العام المقبل" الأمر الذي يتطلب من ألمانيا الاستثمار في الأمن والسلام في أوروبا.
وأوضح انه "يجب على ألمانيا أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها في جميع المجالات سواء كان ذلك في الأمن السيبراني أو حماية البنية التحتية الرقمية أو المجالات العسكرية التقليدية ويجب تمويل ذلك من خلال القروض".
وأضاف أن "التهديدات الأمنية قريبة جدا من ألمانيا وأوروبا فهناك حرب على أبواب الاتحاد الأوروبي وهناك حرب هجينة تدور ضدنا الأمر الذي يتطلب منا تحمل المسؤوليات عن أمننا لأن الاعتقاد غير ذلك في ظل التغييرات الجديدة بالولايات المتحدة سذاجة".
وتدخل زعيم المحافظين الألمان فريدريش ميرتس في النقاش معربا في مقابلة مع إذاعة (بافاريا 2) عن تأييده رفع نفقات ألمانيا في الحلف بغض النظر عن الأرقام المطروحة للنقاش.
وقال ميرتس الذي تمنح استطلاعات الرأي اتحاده المسيحي الديمقراطي المركز الأول ب 31 في المئة "اثنان أو ثلاثة أو خمسة في المئة هذا كله ليس محددا فالمحدد هو أن نفعل اللازم من أجل أن نكون قادرين على الدفاع عن أنفسنا".
وتتزامن تصريحات المسؤولين الألمان مع مطالبة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يوم أمس دول الحلف بدفع 5 في المئة من ناتجها القومي المحلي في النفقات العسكرية للحلف.
وتنص تفاهمات حلف شمال الأطلسي وتحديدا مخرجات قمة الحلف عام 2014 في (ويلز) على أن تدفع كل دولة عضو في الحلف 2 في المئة على الأقل من ناتجها القومي المحلي في الشؤون العسكرية.
وأعلنت ألمانيا العام الماضي لأول مرة منذ عقود وصول نفقاتها في الشؤون العسكرية إلى 1ر2 في المئة ما يعني أنها استثمرت في عام 2024 أكثر من 80 مليار يورو (82 مليار دولار) في الحلف. (النهاية)
ع ن ج / ش م ع