فيينا - 10 - 1 (كونا) -- بدأ حزبا (الشعب) المحافظ و(الأحرار) اليميني في النمسا اليوم الجمعة مفاوضات معقدة لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة بقيادة زعيم حزب (الأحرار) هربرت كيكل الذي حصل لأول مرة على تفويض من الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلن لتشكيل الحكومة.
وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون النمساوية بأن المفاوضات بين الحزبين رغم التقارب الظاهري تواجه تحديات عدة أبرزها الملف المالي.
وأوضحت أن حزب (الأحرار) يطالب بتخفيف الضرائب على الشركات وخفض أعباء الرواتب وهي خطوات قد تؤدي إلى خسائر كبيرة في الإيرادات العامة دون وضوح حول سبل تمويل هذه التغييرات مشيرة إلى أن خطط الإصلاح الإداري التي يتبناها الحزب ما زالت كذلك "غير محددة المعالم".
وعلى الصعيد السياسي يتوقع مراقبون أن يركز التحالف على تنفيذ مشاريع رمزية منخفضة التكلفة مثل استرداد الغرامات وتنظيم دورات لغة ألمانية للأجانب وتشديد قواعد الاندماج كما تلوح في الأفق خطط لفرض حظر على الحجاب في محاولة لاستقطاب قاعدة حزب (الأحرار) دون التسبب في أضرار كبيرة للميزانية.
وتشهد السياسة الخارجية خلافات بين الحزبين خصوصا فيما يتعلق بالعقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا والدور الأمني للنمسا ضمن الاتحاد الأوروبي ومن القضايا الحساسة الانضمام إلى مبادرة الدرع السماوي الأوروبي التي يعارضها حزب (الأحرار) مع توقعات بتبني صياغات مرنة مثل "الحياد الواثق" لتجنب الخلافات.
ويأتي هذا التطور وسط تحديات سياسية واقتصادية كبيرة حيث يواجه حزب (الشعب) بقيادة كريستيان ستوكر ضغوطا في اختيار شركائه نتيجة لتراجع موقفه الانتخابي.
وكان الرئيس فان دير بيلين أعلن الاثنين الماضي تكليف كيكل بمهمة تشكيل الحكومة الجديدة إثر فشل مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي ثلاثي بين أحزاب (الشعب) و(الاشتراكي الديمقراطي) و(نيوس) الليبرالي.
وجاء هذا التكليف في خطوة تهدف إلى إنهاء الجمود السياسي المستمر في النمسا منذ الانتخابات البرلمانية في سبتمبر الماضي ما أدى إلى استقالة المستشار كارل نيهامر من منصبه. (النهاية)
ع م ق / م ن ف