واشنطن - 13 - 1 (كونا) -– أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الإثنين أن عهده ترك لإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب التي ستتسلم حكم الولايات المتحدة الأسبوع المقبل "أمريكا أقوى وتحالفات أوثق وأعداء ومنافسين أضعف" ودعاها إلى البناء على نهج سياسته الخارجية.
وقال بايدن في كلمته الأخيرة بشأن السياسة الخارجية للولايات المتحدة قبل تنصيب الرئيس المنتخب الإثنين المقبل "لقد بدأ عصر جديد.. في هذه السنوات الأربع واجهنا أزمات وتم اختبارنا لكننا خرجنا من هذه الاختبارات أقوى في رأيي مما كنا عليه عندما دخلنا فيها".
وأشار الى أن "هناك تحديات خطيرة للولايات المتحدة يجب مواصلة التعامل معها في أوكرانيا والشرق الأوسط ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ والبحر الأحمر وكوريا الشمالية ومن المؤكد أن تحديات جديدة ستظهر في الأشهر والسنوات المقبلة".
وأضاف "أن أمريكا تتولى القيادة مرة أخرى وتوحد الدول وتضع الأجندات وتجمع الآخرين معا وراء خططنا ورؤيتنا وهي لم تعد في حالة حرب وقامت باستثمارات تاريخية في توليد أقوى اقتصاد في العالم وأصبحت الآن في وضع أفضل بكثير للفوز بالمستقبل ضد أي منافس".
وسلط الضوء على جهود التوصل الى اتفاق لوقف النار في قطاع غزة مؤكدا "نحن على وشك التوصل إلى اقتراح طرحته بالتفصيل قبل أشهر (في 31 مايو الماضي) والذي أصبح يؤتي ثماره أخيرا" مؤكدا "أننا نضغط بقوة لإغلاق هذا الملف ونعمل بشكل عاجل لإتمام الصفقة".
وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط كذلك دعا بايدن الإدارة المقبلة إلى "التأكد من أن سقوط (الرئيس السوري السابق بشار) الأسد لا يؤدي إلى عودة ظهور ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا وفي مختلف أنحاء المنطقة" كما حثها على "مواصلة الالتزام بأن أمريكا لن تسمح أبدا لإيران بالحصول على سلاح نووي".
ودافع بايدن عن قرار سحب القوات الأمريكية من أفغانستان في عام 2021 مشيرا إلى أنه "أول رئيس منذ عقود لا يترك الحرب في أفغانستان لخليفته" معربا عن اعتقاده بأن "التهديد الأساسي لتنظيم (القاعدة) في المستقبل لن يكون صادرا من أفغانستان بل من مكان آخر".
ولفت إلى أنه على الرغم من إنهاء التواجد العسكري على الأرض "فقد استخدمنا قدراتنا وراء الأفق لضرب أفغانستان وأماكن أخرى عندما كان لزاما علينا ذلك" مقدما اغتيال زعيم (القاعدة) أيمن الظواهري في عام 2022 بالعاصمة الأفغانية كابول مثالا على ذلك.
وعلى صعد أخرى قال بايدن "كان هناك منافسة شرسة جارية (عندما تسلم منصبه) بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي والتكنولوجيا والقيم الإنسانية وغير ذلك الكثير بينما في الوقت الحالي تفوز الولايات المتحدة بالمنافسة العالمية بفضل إدارتنا".
وأشار الرئيس الأمريكي إلى نقاط أساسية في سياسة إدارته الخارجية وأبرزها تمكين حلف شمالي الأطلسي (ناتو) بحيث "أصبح أكثر قدرة مما كان عليه في أي وقت مضى" وتقوية شراكات الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وبناء تحالفات جديدة "لتحدي سلوك الصين العدواني وإعادة التوازن للقوة في المنطقة".
وأفاد بأنه "في البحر الأحمر جمعنا أكثر من 20 دولة لحماية السفن المدنية من هجمات الحوثيين والدفاع عن حرية الملاحة في أحد أكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم." وفيما يتعلق بالنزاع العسكري بين روسيا وأوكرانيا أعاد الرئيس الأمريكي التأكيد على "أننا ساعدنا الأوكرانيين على إيقاف (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين والآن بعد ما يقرب من ثلاث سنوات فشل بوتين في تحقيق أي من أهدافه الاستراتيجية" مشيرا في المقابل الى أن "هناك المزيد الذي يتعين علينا القيام به ولا يمكننا أن نبتعد" فيما يعتبر بمثابة دعوة للادارة الجديدة لاتباع النهج ذاته.
وتطرق بايدن إلى النهج "العسكري والاقتصادي" الذي اتبعته إدارته للتعامل مع إيران منوها "بتحالف الدول" الذي حشدته والذي جعل "الدفاعات الجوية الإيرانية في حالة يرثى لها" بحسب تعبيره بالإضافة إلى إضعاف حلفائها في المنطقة.
وبخصوص الصين قال بايدن "اليوم أستطيع أن أبلغ الشعب الأمريكي أننا في وضع استراتيجي أفضل في المنافسة الطويلة الأجل مع الصين مقارنة بما كنا عليه عندما توليت منصبي".
وأضاف "أنتم تتذكرون جميعا أن العديد من الخبراء توقعوا أنه من المحتم أن يتفوق اقتصاد الصين على اقتصادنا ووفقا للعديد من التوقعات (السابقة) سيحدث ذلك بحلول عام 2030 أو بعد ذلك بفترة وجيزة لكن الآن وفقا لأحدث التوقعات وفقا للمسار الحالي للصين فلن تتفوق علينا أبدا".
وتحدث كذلك عن استعادة أكثر من 75 من الرهائن الأمريكيين في دول مختلفة معتبرا أن ذلك "مثال آخر على قوة تحالفاتنا".
ودعا بايدن إدارة ترامب المقبلة إلى "المضي قدما" في قضايا كانت محورية في عهده وهي الحفاظ على الريادة العالمية في مجالات "الذكاء الاصطناعي والرقائق وغيرها من التقنيات الحيوية".
وأكد أن "الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إعادة تشكيل الاقتصادات والحكومات والأمن القومي والمجتمعات بأكملها ويجب أن تكون الولايات المتحدة وحلفاؤنا الأقرب فهم من يقودون الطريق لضمان احترام حقوق الشعوب وحماية سلامتهم وتأمين بياناتهم".
كما أشار الى مبادرات إدارته في مجال مكافحة تغير المناخ ودعم الدول النامية واستعادة السيطرة على سلاسل التوريد وغيرها من الخطوات التي اتخذتها على الصعيد العالمي داعيا الإدارة القادمة إلى السير فيها كذلك.
وختم الرئيس الأمريكي بالقول "اليوم أنا متفائل أكثر من أي وقت مضى بشأن مستقبلنا". (النهاية) ر س ر / ر ج