باريس - 14 - 1 (كونا) -- أكد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو اليوم الثلاثاء أن بلاده مثقلة بالديون ولم تكن في هذا الوضع منذ الحرب العالمية الثانية "كما هي اليوم".
وقال بايرو في كلمة ألقاها لدى عرض برنامجه الحكومي أمام الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) انه "لا يمكن تنفيذ أي سياسة إذا لم نأخذ في الاعتبار هذا الوضع المتمثل في الإفراط في الاستدانة".
وأشار الى سلسلة من الأزمات التي عصفت بفرنسا منذ عام 2018 كتظاهرات ذوي السترات الصفراء والحرب في أوكرانيا والموضوع الأهم في اوروبا وهو التضخم موضحا أن "كل الأحزاب الحاكمة تتحمل مسؤولية الوضع الذي نشأ في العقود الأخيرة".
وعن تشكيل الحكومة أكد بايرو أنه شكل فريق الحكومة الجديد بما يعكس اتحاد جميع الأطياف والخلفيات العظيمة التي تتمتع بها البلاد مع الخبرة والشخصيات القوية.
وتطرق رئيس الوزراء إلى أهم موضوع على الصعيد المحلي وهو "إصلاح نظام التقاعد" مؤكدا انه "لا يمكن تجاهل أو التهرب من الخلل في تمويل نظام التقاعد والديون الضخمة التي خلقها".
ومن هذا المنطلق كشف أن بين أكثر من 1000 مليار يورو (1026 مليار دولار) من الديون الإضافية المتراكمة على فرنسا على مدى السنوات العشر الماضية تمثل المعاشات التقاعدية ما يشكل "مشكلة خطرة في تمويل نظام التقاعد".
ورغم ذلك تعهد رئيس الحكومة في كلمته بالعمل على تنفيذ إصلاح نظام التقاعد مع الشركاء خلال فترة قصيرة.
وعن موازنة الدولة - التي كانت سببا بالإطاحة بحكومة سلفه ميشيل برانييه - شدد بايرو على ضرورة إعادة النظر في جميع ميزانيات الدولة ليس على أساس توسيع ما تم إنجازه في العام السابق بزيادة نسبة التضخم بل على أساس ما يتطلبه تنفيذ الخدمة أو العمل.
وطالب من وزرائه إعادة النظر في هذه الميزانيات وإعادة تعريفها.
وقال ان الحكومة قررت مراجعة توقعاتها للنمو لعام 2025 حيث كانت 1ر1 في المئة (قبل الرقابة) وتم تحديثها عند 9ر0 في المئة مؤكدا اقتراح تحديد هدف العجز العام لعام 2025 عند 4ر5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وأعلن عن إنشاء صندوق خاص "لإصلاح الدولة" يتم تمويله من خلال بيع جزء من الأصول وخاصة العقارات التي تنتمي إلى السلطات العامة حتى تتمكن من الاستثمار على سبيل المثال في "نشر الذكاء الاصطناعي في الخدمات العامة".
وتطرق في خطابه أمام البرلمان الى عدة قضايا داخلية كالتعليم والبيروقراطية والهجرة بالإضافة الى المناخ والإسكان والذكاء الاصطناعي.
وعلى الصعيد الخارجي قال بايرو "كان لدينا حليف عظيم وهو الولايات المتحدة لكنها اختارت نفس سياسة القوة والهيمنة مثل الصين" مشيرا الى العديد من الإجراءات النقدية التي اتخذتها الإدارة الامريكية منها "الاستيلاء على الثروات العالمية والهيمنة التكنولوجية.
وعلى الصعيد الأوروبي أكد بايرو ان استقلال فرنسا يعتمد على استقلال أوروبا مشددا على ان الاتحاد الأوروبي قادر على أن يصبح السوق الرائد في العالم على قدم المساواة مع الولايات المتحدة والصين.
وكلف ماكرون بايرو في 13 ديسمبر الماضي الوسطي بعد ان أطاح البرلمان الفرنسي بسلفه ميشيل بارنييه بعد ان فشل في تمرير قانون الضمان الاجتماعي المثير للجدل ضمن موازنة الدولة لعام 2025 ولجأ الى استخدام المادة 3ر49 من الدستور لتمريره.
وكان بايرو قد استقبل القوى السياسية المختلفة للجمعية الوطنية باستثناء اليسار المتطرف وحزب الجبهة الوطنية.(النهاية)
م ع / أ م س