كوالالمبور - 19 - 1 (كونا) -- رحب وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) اليوم الأحد بدخول اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة حيز التنفيذ مؤكدين أن الهدنة تمثل فرصة لتخفيف التوترات.
ودعا وزير الخارجية الماليزي محمد حسن خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماع وزراء خارجية (آسيان) في جزيرة (لانكاوي) الماليزية إلى "حماية الأرواح البريئة في غزة" مشيرا إلى أن وزراء خارجية الرابطة أعربوا خلال اللقاء عن قلقهم العميق إزاء الوضع "المثير للقلق الشديد" في غزة.
وشدد حسن على التزام ماليزيا الراسخ بدعم الشعب الفلسطيني بما في ذلك تقديم المساعدات والمساهمة في إعادة إعمار القطاع المتضرر.
من جهة اخرى أوضح حسن أن الاجتماع ناقش الوضع المتدهور في ميانمار الذي أعقب انقلابا عسكريا في فبراير 2021 وتسبب في حرب أهلية وأزمة إنسانية واسعة النطاق.
وقال الوزير الماليزي إن بلاده ملتزمة بالعمل مع الشركاء "لضمان استقرار ميانمار واستعادة الحكم الديمقراطي" لافتا بالوقت ذاته إلى مطالبة وزراء (آسيان) بوقف العنف وبدء حوار سلمي هناك.
وأضاف أنه تم خلال الاجتماع إعلان تعيين الدبلوماسي الماليزي عثمان هاشم كمبعوث خاص لمعالجة الأزمة مشيرا إلى أن الأولوية تتمثل في ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وذكر أن الاجتماع سلط الضوء على التوترات المتزايدة في بحر الصين الجنوبي مؤكدا الحاجة إلى تسريع المفاوضات بشأن "مدونة سلوك" بين (آسيان) والصين لضمان الاستقرار الإقليمي.
في سياق متصل بأعمال الاجتماع أعلنت وزارة الخارجية الماليزية تطلع وزراء خارجية (آسيان) إلى تعزيز التعاون مع الصين لمكافحة الجرائم العابرة للحدود بما في ذلك عصابات الاحتيال الإلكتروني.
وقالت الوزارة في بيان إن الصين ستعمل كشريك رئيسي لمعالجة المشكلات المرتبطة بالاحتيال والاتجار بالبشر لا سيما في المناطق الحدودية الخارجة عن القانون في ميانمار.
وأضافت أن الوزراء استعرضوا (رؤية مجتمع آسيان لعام 2045) التي سيتم تبنيها في القمة ال46 للرابطة هذا العام بهدف ضمان السلام والاستقرار والازدهار للمنطقة على مدى ال20 عاما المقبلة.
ولفتت إلى اهتمام (آسيان) بضرورة ارساء استقرار جيو-اقتصادي للمنطقة من خلال تعزيز التجارة والاستثمار داخل (آسيان) والتي تمثل خامس أكبر اقتصاد عالمي بناتج محلي إجمالي يبلغ 8ر3 تريليون دولار بكثافة سكانية يبلغ عددها 677 مليون نسمة.
كما ناقشوا الوزراء التهديدات الناجمة عن تغير المناخ إذ دعت الوزارة الماليزية إلى استمرار التعاون بين الدول الأعضاء لمعالجة التحديات البيئية والصحية المتزايدة.
وأكدت أهمية الحفاظ على مركزية (آسيان) وسط التحولات في النظام العالمي لافتة إلى أن المنطقة "أصبحت محط اهتمام عالمي بفضل موقعها الجيوستراتيجي وثقلها الاقتصادي".
وتترأس ماليزيا أول اجتماع وزاري لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) هذا العام والذي عقدت أعماله في جزيرة (لانكاوي) الماليزية وذلك تحت شعار (الشمولية والاستدامة) تأكيدا لالتزامها بتحقيق تنمية مستدامة وتعزيز التعاون الإقليمي. (النهاية) ع ا ب / م ع ا