تونس - 20 - 1 (كونا) -- دعا المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) محمد ولد أعمر اليوم الإثنين إلى مضاعفة الجهود لتطوير اللغة العربية بما يحفظ مكانتها ويدعم الهوية الثقافية ويحفظ التراث اللغوي في الدول العربية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها ولد أعمر في افتتاح ندوة علمية بعنوان (منظومة السياسات اللغوية للدول العربية) تعقدها (ألكسو) بمقرها في تونس بالشراكة مع (مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية) السعودي لتعزيز مكانة اللغة العربية وتطويرها من خلال مشروع (منظومة السياسات اللغوية العربية).
وشدد ولد أعمر على أن اللغة العربية أرث مشترك بين الدول العربية يجب الحفاظ عليه وتطويره معتبرا أنها عامل مهم لترسيخ الانسجام المجتمعي العربي.
وأكد أن (ألكسو) تعمل على تعزيز تعاونها وتقوية شراكاتها مع الهيئات والمؤسسات العربية المعنية بخدمة اللغة العربية وخصوصا (مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية) حيث أثمر التعاون بين الجانبين العمل على (منظومة السياسات اللغوية العربية).
وأوضح أن هذه المنظومة "مشروع علمي نوعي يساهم في خدمة اللغة ويعمل على التمكين لها من خلال عملية مسح للنصوص التشريعية والقانونية التي وضعتها كل دولة عربية لضبط المسألة اللغوية وتنظيمها لديها في السياسة والتعليم والقانون والاقتصاد والإدارة والثقافة".
وأشار إلى أهمية أن ترسم كل دولة عربية سياستها ورؤيتها وأهدافها بشأن اللغة العربية لدعم مكانتها مع العمل على دعم الباحثين وخبراء اللغة على تبادل تجارب الدول العربية والاستفادة منها فيما بينها في تطوير السياسات اللغوية المشتركة بما يساعد ذلك على المزيد من إحكام إدارة استخدام اللغة العربية في المجتمع وتطويرها داخل الدول العربية وخارجها وتعزيز مكانتها بين اللغات الوطنية والعالمية.
وأعرب المدير العام عن اعتزاز (ألكسو) بالتعاون المثمر مع (مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية) بما يسهم في خدمة اللغة العربية والعمل على تنميتها وتعزيز انتشارها.
من جانبه قال مدير إدارة السياسات اللغوية في (مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية) خالد القوسي في كلمة مماثلة في افتتاح الندوة إن اللغة هي حجر الزاوية في تشكيل هويات الأمم والشعوب وأحد أهم المكونات الاجتماعية والثقافية التي ترسم تاريخ الدول وتصوغ حاضرها وتشكل مستقبلها وهي أساس من الأسس التي تقوم عليها نجاحات الأمم والدول.
وأوضح القوسي أن هذا ما يبرز الحاجة إلى وضع سياسات لغوية تحفظ اللغة وتواكب ما يستجد من تحولات في استعمالاتها وخصوصا التحول الرقمي والتكنولوجي.
وأضاف أنه انطلاقا من إدراك المجمع و(ألكسو) أهمية السياسات اللغوية في تشكيل واقع اللغة وتحديد مستقبلها تم إطلاق مشروع (منظومة السياسات اللغوية العربية).
وأشار إلى أن إطلاق المشروع جاء من أجل بناء قاعدة بيانات متكاملة ترصد السياسات اللغوية في البلاد العربية في مجالاتها المتعددة وبناء منظومة رقمية تجمع تلك السياسات وفقا لتواريخ صدورها ومجالاتها وجهات إصدارها بحيث تكون متاحة للباحثين والمهتمين وصناع القرار وقابلة للتطوير والاستدامة ليكون مشروع المنظومة مرجعا لدراسة التشريعات والقرارات اللغوية في العالم العربي.
وأكد أن المجمع يعمل على دراسة الواقع اللغوي في الدول العربية بمشاركة عدد كبير من الخبراء اللغويين من كل الدول العربية بما يمكن من وضع سياسات تراعي الخصوصيات الثقافية واللغوية والديموغرافية في كل دولة عربية من خلال تكوين قاعدة بيانات رئيسة يبنى عليها في المستقبل لتيسير التنسيق والتكامل بين الدول العربية في هذا المجال.
واعتبر أن مشروع منظومة السياسات العربية للدول العربية سيمكن من رفع المستوى الثقافي المعرفي في العالم العربي وتعزيز دول اللغة العربية في الانسجام المجتمعي في العالم العربي.
يذكر أن الندوة يشارك بها أساتذة وخبراء في اللغة العربية إلى جانب ممثلين عن عدد من سفارات الدول العربية في تونس ومنها دولة الكويت والمملكة العربية السعودية.
وأسس (مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية) للمساهمة في تعزيز دور اللغة العربية إقليميا وعالميا وإبراز قيمتها المعبرة عن العمق اللغوي للثقافة العربية والإسلامية ليكون مرجعية علمية على المستوى الوطني في اللغة العربية وعلومها وليسهم إسهاما مباشرا في تحقيق أهداف برنامج تنمية القدرات البشرية أحد أهم برامج تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030. (النهاية)
ش ب م / م ع ع