واشنطن 20 - 1 (كونا) -- دعت سلطات مقاطعة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى حالة التأهب القصوى وسط تحذيرات من تجدد هبوب رياح العاصفة "سانتا انا" اليوم الاثنين مما يهدد بإعادة إشعال واتساع مساحة الحرائق التي لم تتمكن الجهود من احتوائها حتى الآن.
ونقلت شبكة "سي ان ان" الأمريكية عن عمدة مقاطعة لوس انجلوس كارين باس قولها "يجب على الجميع أن يكونوا في حالة تأهب قصوى. تم نشر رجال الإطفاء وشركائهم في لوس أنجلوس مسبقا ونطلب من سكان لوس أنجلوس يكونوا مستعدين في حالة اضطرارهم إلى الإخلاء".
ومن جانبها قالت رئيسة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس كريستين كرولي "لقد نشرت جميع الموارد المتاحة ودوريات الإطفاء وسيارات الإطفاء في مواقع استراتيجية في المناطق عالية الخطورة في جميع أنحاء مدينة لوس أنجلوس ... كما ندير عمليات الطوارئ بشكل استراتيجي لضمان الاستجابة السريعة لجميع الحرائق الجديدة".
وكإجراء احترازي قالت شركة المرافق الكهربائية (سو كال اديسون) إنها تدرس احتمال قطع التيار الكهربائي مؤقتا عن "حوالي 250 ألف عميل" في المناطق الواقعة ضمن نطاق التحذير الجديد "للحفاظ على السلامة العامة أثناء الظروف الجوية الخطيرة بحيث يتم منع المعدات الكهربائية من أن تصبح مصدرا للحرائق".
وحذر خبير الحرائق في فريق إدارة الحوادث في كاليفورنيا دينيس بيرنز من أن طائرات مكافحة الحرائق قد لا تكون قادرة على العمل أثناء هبوب الرياح القوية قائلا "بمجرد أن تتجاوز هذه الرياح 30 إلى 40 ميلا في الساعة فإن هذا يحد كثيرا مما يمكن للطائرات القيام به".
ونشرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية تحذيرات العلم الأحمر التي تشير إلى وجود "وضع خطير بشكل خاص" سارية المفعول من ظهر اليوم حتى الساعة 10 صباحا من الغد (بتوقيت المحيط الهادئ) لمعظم التلال والمناطق الجبلية في مقاطعتي لوس أنجلوس وفينتورا بما في ذلك منطقة ماليبو "مما يعني أن الظروف السائدة بما في ذلك انخفاض الرطوبة والرياح القوية ستزيد من خطر اندلاع الحرائق".
كما أعلن مركز التنبؤ بالعواصف منطقة حرائق "حرجة للغاية" وهو أعلى مستوى تأهب لجبال سان غابرييل شمال شرق لوس أنجلوس والمناطق المحيطة بها بما في ذلك ساحل ماليبو.
ومن المتوقع أن تستمر هذه الظروف المناخية حتى يوم الخميس بسبب الرياح البحرية المستمرة ومستويات الرطوبة المنخفضة بشكل استثنائي مع احتمال أن تشهد العديد من المناطق رطوبة تتراوح بين 22 و5 بالمائة من الثلاثاء إلى الخميس حسبما ذكرت الوكالة الحكومية.
وجاءت التحذيرات المذكورة غداة إعلان حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم عن تعبئة "أكثر من 130 سيارة إطفاء وعربات مياه وطائرات إلى جنوب كاليفورنيا" وفقا لبيان صادر عن مكتبه.
وأضاف البيان ان إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا قامت "بتعبئة أكثر من 790 عنصر إطفاء هم الان على أهبة الاستعداد للاستجابة بما يتجاوز مستويات التوظيف المعتادة".
ويعتبر تحذير اليوم الثالث من نوعه خلال الشهر الحالي بعد تحذيري السابع من يناير وهو يوم بدء الحرائق في منطقة باليساديس الساحلية التي انتشرت منها الحرائق و13 يناير.
وتوقع خبير الأرصاد الجوية في حادث حريق إيتون جيمس أن الموجة الجديدة من الرياح والحرائق التي ستنتشر بسببها "لن تكون طويلة أو شديدة مثل7 يناير ولكن هناك مؤشرات على أنها ستكون أقوى وأكثر انتشارا مما حدث في 13 يناير".
وفي آخر المعلومات بشأن الحرائق وتداعياتها قالت مصادر طبية وإغاثية في لوس انجلوس لـ "سي إن إن" إن ما لا يقل عن 27 شخصا لقوا مصرعهم ودُمرت آلاف المنازل في حرائق الغابات. وقال قسم شرطة المدينة إن حوالي 41 ألفا ظلوا خاضعين لأوامر الإخلاء في مقاطعة لوس أنجلوس يوم السبت الماضي.
وقالت إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا إن الحرائق الأكبر في المقاطعة في منطقت بالاسايدس إيتون تم احتواؤهما بنسبة 59 بالمائة و87 بالمائة على التوالي حتى صباح اليوم.
وقال رئيس شرطة لوس أنجلوس جيم ماكدونيل إن جميع أوامر الإخلاء الإلزامية قد تم رفعها باستثناء المناطق التي احترقت بالنيران حيث لا يزال حظر التجوال ساريا من الساعة 6 مساء حتى الساعة 6 صباحا.
كما قال المتحدث باسم إدارة الطوارئ الفيدرالية فيما مايكل هارت إن الوكالة الحكومية "قدمت بالفعل أكثر من 32 مليون دولار لضحايا حرائق الغابات".
وقالت شركة سو كال اديسون إنه حتى اليوم لا يزال 10آلاف و 261 عميلا من دون تيار كهربائي.
ووفقا لشبكة "سي ان ان" تشير البيانات الحالية من مراصد مراقبة الجفاف في الولايات المتحدة إلى أن 90 بالمائة من مقاطعة لوس أنجلوس مصنفة الآن على أنها تعاني من جفاف شديد وهي زيادة كبيرة مقارنة بأقل من شهر عندما لم تكن هناك ظروف جفاف شديد.
وأدت ظروف الجفاف الاستثنائية مع الرياح الشديدة إلى إطالة موسم الحرائق بشكل كبير في جنوب كاليفورنيا بينما لم تواجه المناطق في شمال الولاية هذا التحدي بسبب هطول أمطار بمستويات أعلى من المتوسط.
ومن المقرر أن يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوس انجلوس يوم الجمعة المقبل "لتفقدها وإعادتها إلى وضعها الطبيعي" وفق ما أعلن أمس الأحد خلال تجمع لأنصاره في العاصمة الأمريكية واشنطن. (النهاية) ر س ر / ه س ص