دافوس (سويسرا) - 21 - 1 (كونا) -- أكدت رئيس المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لاين اليوم الثلاثاء ضرورة مراجعة الاتحاد الأوروبي علاقته مع الصين لتكون "أكثر توازنا وإنصافا وترتكز على مبدأ المعاملة بالمثل" في ظل التحديات الحالية.
جاء ذلك في كلمة فون دير لاين بالاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة (دافوس) السويسرية مضيفة ان انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية قبل 25 عاما وارتفاع صادراتها كان يوصف حينها ب"صدمة الصين" مضيفة أن البعض يتحدث اليوم عن "صدمة الصين الثانية" بسبب الدعم الزائد الذي تقوم به الصين لصادراتها.
وشددت على ضرورة ان ترد أوروبا باعتماد تدابير تجارية دفاعية في جميع أنحاء العالم بما في ذلك في الجنوب العالمي على ما وصفته ب"تشوهات السوق الصينية" مشيرة أيضا الى أن الاتحاد الأوروبي قد اتخذ تدابير ضد بعض المنتجات الصينية مثل السيارات الكهربائية.
وفي الوقت ذاته أكدت فون ديرلاين ضرورة استمرار الحوار مع الصين قائلة إن من مصلحة بكين على المدى الطويل ان تزيد من مسؤولياتها لتحقيق التوازن الاقتصادي.
واضافت انه لهذا السبب لا يزال الاتحاد الأوروبي يسعى لتحقيق منافع متبادلة في محادثاته مع الصين رغم تعرض اقتصاده للمخاطر وأنه يجب ان يتفاعل بشكل بناء معها لإيجاد حلول لمصالحهما المشتركة.
على صعيد آخر أشارت المسؤولة الأوروبية الى العلاقة الوطيدة التي تربط الاتحاد الأوروبي بالولايات المتحدة الأمريكية قائلة إن من أولوياتها كرئيس للمفوضية هي "التواصل المبكر" مع واشنطن حول المصالح المشتركة وحماية مصالح الاتحاد الأوروبي وقيمه.
وأوضحت أن حجم التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الامريكية هو 5ر1 تريليون يورو (55ر1 تريليون دولار) أي ما يعادل 30 في المئة من التجارة العالمية وأن ثلثي الأصول الأمريكية في الخارج في أوروبا كما توفر الولايات المتحدة أكثر من 50 في المئة من الغاز الطبيعي السائل لأوروبا.
وفي حديثها عن أوروبا أكدت فون دير لاين أنه مع التغيرات السريعة في المشهد الاقتصادي العالمي يجب على أوروبا التكيف للحفاظ على النمو وقدراتها التنافسية.
وفي هذا السياق أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية عن "بوصلة تنافسية" تمثل خريطة للخمس سنوات القادمة تركز على زيادة السيولة المالية وتخفيض البيروقراطية ودعم الابتكار ومشاريع الطاقة النظيفة.
وبينت ان أوروبا لا تفتقر إلى رأس المال بل تفتقر إلى "سوق رأس مال فعال" يحول المدخرات إلى استثمارات خاصة كاشفة في هذا السياق عن إنشاء صندوق أوروبي للادخار والاستثمار لضمان التدفق السلس للاستثمار ودعم الاستثمار في مشاريع التكنولوجيا الناشئة.
كما أكدت حاجة أوروبا إلى مواصلة تنويع إمدادات الطاقة وتوسيع مصادر توليد الطاقة النظيفة من الطاقات المتجددة وإلى استثمار المزيد في التقنيات النظيفة للطاقة.
وفي ختام كلمتها جددت رئيسة المفوضية دعمها لاتفاق إيقاف إطلاق النار في غزة مشيدة بدور الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة وأكدت في هذا السياق مواصلة دعم الاتحاد الأوروبية لأوكرانيا. (النهاية)
ا م خ / أ م س