القاهرة - 21 - 1 (كونا) -- أكدت هيئة (قناة السويس) المصرية اليوم الثلاثاء جاهزيتها للعمل بكامل طاقتها لاستقبال الخدمات الملاحية للخطوط الملاحية الكبرى في ضوء الاستعدادات لعودة حركة التجارة العالمية بشكل تدريجي لمسارها الطبيعي عبر القناة مع بدء عودة استقرار الأوضاع الأمنية في منطقة البحر الأحمر وباب المندب.
جاء ذلك خلال لقاء جمع رئيس الهيئة الفريق أسامة ربيع مع الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية أرسينيو دومينجيز على هامش الزيارة الرسمية لدومينجيز بمناسبة افتتاح مكتب التمثيل الإقليمي للمنظمة بمصر وفي ضوء التعاون والعمل المشترك بين هيئة قناة السويس والمنظمة البحرية الدولية.
ونقلت الهيئة عن الفريق ربيع القول في بيان إن قناة السويس مستمرة في تقديم خدماتها الملاحية والبحرية بصورة طبيعية وتطويرها على النحو الأمثل لتلبية متطلبات العملاء ومواكبة المستجدات في صناعة النقل البحري.
وأضاف أن الهيئة نجحت في استحداث خدمات جديدة لم تكن تقدم من قبل منها خدمات إصلاح وصيانة السفن وخدمات الإسعاف البحري وخدمة التزود بالوقود وخدمات جمع وإزالة المخلفات الصلبة وخدمة تبديل الأطقم البحرية وغيرها.
وأوضح أن القناة نجحت في تكثيف جهودها خلال الفترة الماضية للانتهاء من مشروع تطوير القطاع الجنوبي للمجرى الملاحي بشقيه ليكون بمنزلة صمام أمان إضافي يسهم في رفع الأمان الملاحي وكذلك تعزيز قدرتها على مواجهة المواقف الطارئة إضافة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية بها بواقع من ست إلى ثماني سفن إضافية.
ولفت إلى استقبال قناة السويس لمجموعة من سفن الخط الملاحي (سي ام اى - سي جي ام) ضمن الخدمة الملاحية (إي بي أي سي) على طريق التجارة بين جنوب آسيا وأوروبا اعتبارا من الخميس المقبل.
وذكر ربيع أنه من المقرر بدء التشغيل الفعلي لمشروع ازدواج قناة السويس بالبحيرات المرة الصغرى أمام حركة التجارة العابرة للقناة خلال الربع الأول من العام الحالي 2025 فور الانتهاء من إصدار الخرائط الملاحية الجديدة للقناة بعد إضافة الجزء المزدوج الجديد بطول 10 كيلو مترات من الكيلو 122 ترقيم قناة إلى الكيلو متر 132 ترقيم قناة.
وأضاف أن قناة السويس قطعت شوطا كبيرا نحو تنفيذ استراتيجيتها الطموحة للإعلان عن قناة السويس القناة الخضراء من خلال بناء وحدات بحرية بتقنيات صديقة للبيئة وتحويل عدد من وحداتها البحرية للعمل بالوقود الحيوي إضافة إلى تشغيل محطات الإرشاد الموجودة على طول القناة بالطاقة النظيفة وإضافة خدمات جديدة تدعم التخلص الآمن والمستدام من المخلفات البحرية.
من جانبه رحب دومينجيز بعودة الاستقرار في منطقة البحر الأحمر وباب المندب وما يستتبعه من عودة تدريجية للإبحار عبر قناة السويس بصورة طبيعية ومن ثم عودة الاستقرار إلى سلاسل الإمداد العالمية التي تأثرت بشدة خلال الفترة الماضية.
وقال إن قناة السويس ممر عالمي "لا غنى عنه لخدمة حركة التجارة العالمية" موجها الدعوة لكافة الخطوط الملاحية الكبرى وملاك ومشغلي السفن بإعادة تقييم جداول إبحارها خلال الفترة المقبلة تمهيدا لعودتها التدريجية عبر قناة السويس بعد استشعارها باستقرار الأوضاع الأمنية في منطقة البحر الأحمر.
وشدد على الدعم الذي توليه المنظمة لتعزيز الإبحار في قناة السويس والطرق الملاحية القصيرة بما يمكن معه تحقيق المعادلة التشغيلية الأكثر كفاءة للسفن نحو الاستهلاك الكفء للوقود وما يحققه الإبحار لمسافات أقصر من خفض لمستوى الانبعاثات الكربونية الضارة وضمان بيئة عمل مستدامة للبحارة.
وأعرب دومينجيز عن توقعاته الإيجابية بعودة حركة الملاحة إلى طبيعتها لقناة السويس بشكل تدريجي "نظرا لافتقار الخيار البديل بالإبحار عبر طريق رأس الرجاء الصالح لمقومات الطريق الملاحي المستدام من حيث عدم توافر البنية التحتية الرئيسة لتقديم الخدمات الملاحية المختلفة وانخفاض عوامل الأمان الملاحي".
وأشاد بالتطورات المتسارعة التي تشهدها قناة السويس على صعيد مشروعات تطوير المجرى الملاحي وتحديث الخدمات الملاحية واللوجيستية المقدمة بما يتماشى مع توجهات المنظمة البحرية الدولية التي تدعم تقديم الخدمات البحرية الآمنة والمتطورة والصديقة للبيئة للمجتمع الملاحي.(النهاية) ع ف ف / م ع ا