بيروت - 23 - 1 (كونا) -- أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون اليوم الخميس عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين لبنان والسعودية معربا عن أمله في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة.
واعتبر الرئيس عون خلال لقائه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في القصر الجمهوري في بعبدا ان زيارة الأمير فيصل للبنان تعد "رسالة أمل" مستذكرا الروابط والعلاقات التاريخية بين لبنان والمملكة وفقا لبيان صادر عن رئاسة الجمهورية.
وأعرب عن شكره للسعودية على جهودها الرامية في إنهاء الفراغ الرئاسي طوال الفترة الماضية مشيرا إلى ان "خطاب القسم كتب لينفذ لاسيما وأنه عكس إرادة الشعب اللبناني وتحدث بلغته".
وأكد ان من أهم اولويات المرحلة المقبلة بعد تشكيل الحكومة هو اعادة الإعمار ومعالجة الوضع الاقتصادي ودعم الجيش والمؤسسات الأمنية.
من جانبه أكد وزير الخارجية السعودي خلال اللقاء حرص القيادة السعودية على أن يعود لبنان كما كان "نبراسا في المنطقة ونموذجا للتعايش والازدهار" منوها بقيادة الرئيس عون وبخطاب القسم "الذي وضع البوصلة في الطريق الصحيح".
وقال ان المملكة ستكون إلى جانب لبنان في المرحلة المقبلة وستتابع مسيرته الجديدة خطوة بخطوة وستعمل مع شركائها في هذا الاتجاه.
وأضاف ان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "منفتح" على الاقتراحات التي تنقل لبنان إلى مستقبل زاهر مؤكدا أهمية الإصلاحات التي تعتزم الحكومة اللبنانية الجديدة القيام بها بعد تشكيلها.
واعتبر وزير الخارجية السعودي انه بالرغم من التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة إلا ان المملكة "تنظر بالتفاؤل لمستقبل لبنان في ظل النهج الإصلاحي الذي جاء في خطاب الرئيس جوزيف عون بعد تنصيبه".
وشدد على ان تطبيق الإصلاحات من شأنه تعزيز ثقة شركاء لبنان به وفسح المجال لاستعادة مكانته الطبيعية في محيطه العربي والدولي مشيرا الى تطلع القيادة السعودية إلى لقاء قريب مع الرئيس اللبناني لوضع أسس التعاون بين البلدين.
وأكد أهمية الالتزام باتفاقية ايقاف إطلاق النار بين لبنان وقوات الاحتلال الإسرائيلي بما يشمل الانسحاب الكامل للاحتلال من الأراضي اللبنانية وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 والقرارات الدولية ذات الصلة.
ونقل وزير الخارجية السعودي تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الرئيس عون بانتخابه رئيسا للجمهورية وتمنياتهما له بالتوفيق في قيادة لبنان نحو مرحلة جديدة من الازدهار.
من جهته أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبنانية نجيب ميقاتي خلال لقائه وزير الخارجية السعودي في السراي الحكومي ان العلاقة الأخوية المتينة التي تجمع بين لبنان والسعودية "زادتها السنوات عمقا ورسوخا".
وقال المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة في بيان له ان ميقاتي اشار خلال اللقاء الى دعم المملكة الدائم للبنان ووقوفها الى جانبه وقد شكلت "صمام الأمان الذي حفظ وحدة اللبنانيين" بمختلف انتماءاتهم.
وأعرب عن تمنياته بان تشكل زيارة وزير الخارجية السعودي "فاتحة لعودة جميع الأخوة السعوديين إلى لبنان".
وقال ميقاتي انه "مع بداية عهد الرئيس جوزيف عون وتكليف الرئيس المكلف نواف سلام بتشكيل الحكومة الجديدة فإننا نتطلع بأمل إلى احتضان المملكة للبنان ودعمه في كل المجالات في مرحلة النهوض والتعافي".
والتقى الوزير السعودي أيضا مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري حيث تم خلال الاجتماع بحث الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان والسعودية.
كما اجتمع الأمير فيصل مع رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية نواف سلام أكد خلاله وقوف المملكة الى جانب لبنان متمنيا للبنانيين "تغليب المصلحة العليا والسير في الإصلاحات الضرورية".
بدوره رحب سلام بالوزير السعودي معتبرا ان "ثمة فرصة استثنائية للبنان يجب عدم تفويتها" مؤكدا تعاونه الكامل مع الرئيس جوزيف عون. (النهاية) ف ز / ر س