الجزائر - 2 - 2 (كونا) -- بحث وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف اليوم الأحد مع عدد من نظرائه الأفارقة توحيد الجهود بهدف التوصل إلى تسوية سلمية ودبلوماسية للنزاع في الكونغو الديمقراطية لتعزيز السلم والأمن في القارة.
وقالت الخارجية الجزائرية في بيان لها ان "أحمد عطاف تواصل اليوم بتعليمات من الرئيس عبد المجيد تبون مع عدد من نظرائه من الدول الإفريقية المعنية بالنزاع في جمهورية الكونغو الديمقراطية وكذلك من الدول المنخرطة في جهود الوساطة الرامية للوصول الى تسوية سلمية ودبلوماسية لهذا النزاع".
وأوضح البيان أن "هذا المسعى يندرج في إطار اضطلاع الجزائر بعهدتها كعضو غير دائم في مجلس الأمن" مضيفا أن المسعى ينبع كذلك من "حرص الجزائر الدائم على الإسهام الفعال في كل الجهود الرامية إلى تعزيز السلم والأمن في القارة والحفاظ على علاقات متميزة بين الدول الأفريقية".
وأكد أن "عطاف بحث خلال اتصالاته الهاتفية مع نظيريه من جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا على التوالي السبل والوسائل الكفيلة بوضع حد للتصعيد الخطير للنزاع في شرق الكونغو وتمهيد الطريق لإعادة إطلاق العملية السياسية بشكل فعال بهدف إيجاد حل نهائي له".
وبالموازاة مع ذلك أجرى الوزير عطاف مباحثات هاتفية مع نظيريه من أنغولا وكينيا "حيث أشاد بشكل خاص "بالتزام بلديهما المتواصل بحل الأزمة عبر ما يعرف بمساري (لواندا) و(نيروبي)".
وأكد عطاف لنظرائه حسب البيان "دعم الجزائر الكامل واستعدادها التام لمرافقتهم في جهود استتباب السلم والأمن في الكونغو وفي منطقة البحيرات الكبرى برمتها".
كما اتفق عطاف مع نظيريه من جنوب افريقيا وأوغندا على "ضرورة الدفع نحو حشد دبلوماسي أكبر لجميع القوى الفاعلة في القارة من أجل بلورة مناخ قوامه التهدئة والحكمة بما يتناسب مع جهود الوساطة الهادفة لتسوية هذا النزاع".
وقد رحب عطاف ونظرائه الأفارقة "بمبادرة مجموعة (شرق افريقيا) و(المجموعة الإنمائية للجنوب الافريقي) بتنظيم قمة مشتركة في الأيام القادمة حول هذه الأزمة باعتبارها فرصة ينبغي اغتنامها وتوظيفها لتمهيد الطريق نحو العودة إلى ايقاف إطلاق النار في الكونغو وتوفير شروط السلام الدائم والعادل والنهائي في المنطقة بأسرها".
وكانت الجزائر قد أبدت أمس السبت استعدادها للمساعدة في جهود الوساطة الجارية وبذل كل ما في وسعها للإسهام في إعادة السلم والاستقرار إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وإلى منطقة البحيرات الكبرى برمتها.
وكان قادة الدول الأعضاء في المجموعة الإنمائية للجنوب الإفريقي قد أكدوا في ختام قمة استثنائية أمس الاول الجمعة عقدت في زيمبابوي "التزامهم الراسخ بمواصلة دعم الكونغو الديمقراطية في سعيها لحماية استقلالها وسلامة أراضيها بعدما سيطرت حركة (إم 23) على مدينة (غوما) إحدى أكبر مدن شرقي البلاد الغني بالمعادن".
ودعا البيان الختامي للقمة إلى "قمة مشتركة فورية بين المجموعة الإنمائية للجنوب الإفريقي ومجموعة شرق إفريقيا للنظر في كيفية حل الوضع الأمني في الكونغو".
وأعلنت مصادر إعلامية الجمعة أن "المعارك التي دارت في (غوما) بين يومي الأحد والخميس الماضيين بين الجيش الكونغولي ومقاتلي (أم 23) خلفت 700 قتيل على الأقل و2800 جريح".
وتتهم الكونغو الديمقراطية جارتها الشرقية رواندا بالوقوف وراء هذه الحركة من أجل استغلال موارد الشرق الكونغولي فيما تنفي كيغالي ذلك وتقول إنها تسعى للقضاء على مقاتلين مرتبطين بالإبادة الجماعية التي وقعت عام 1994. (النهاية) م ر / م م ج