الخرطوم - 5 - 3 (كونا) -- تصاعدت التوترات في دولة جنوب السودان عقب اعتقال وزير النفط وعدد من القادة العسكريين المقربين من النائب الأول لرئيس الجمهورية رياك مشار.
وأكد المتحدث باسم الحكومة مايكل مكوي في مؤتمر صحفي أن الوضع الأمني في جوبا تحت السيطرة مشيرا إلى التزام الحكومة بالسلام ودعوة المعارضة الى ضبط قواتها.
وشدد مكوي على أن الرئيس سلفاكير ميارديت لا يزال ملتزما بتنفيذ اتفاق السلام حتى موعد الانتخابات ولن يسمح بعودة البلاد إلى الحرب موجها الدعوة للحركة الشعبية في المعارضة إلى ضبط قواتها والالتزام بتنفيذ الاتفاقية وسحب عناصرها من مدينة (ناصر) فورا.
واتهم بعض قيادات المعارضة المسلحة بمحاولة عرقلة العملية الانتخابية عبر التصعيد العسكري.
وفيما يخص الحركة الشعبية في المعارضة أشار مكوي إلى أنها نفت خلال اجتماعها الأخير أي صلة لها بميليشيات (الجيش الأبيض) رغم تأكيد الحكومة على أن هذه المجموعات كانت جزءا من قوات المعارضة أثناء الحرب.
وأضاف أن الحركة وعدت بالتدخل لضمان انسحاب تلك القوات إلى القرى لتسهيل انتشار الجيش الحكومي.
من جهته أكد فال ماي دينق وهو المتحدث باسم مشار في تصريح صحفي أن قوات الأمن احتجزت وزير النفط بوت كانغ تشول إلى جانب عدد من أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة وذلك عقب اجتماع رئاسي رفيع المستوى لمناقشة تصاعد التوترات الأمنية في ولايات (ناصر) و(غرب الاستوائية) و(غرب بحر الغزال) كما عززت القوات الحكومية انتشارها حول مقر إقامة مشار في العاصمة جوبا.
وشملت الاعتقالات نائب رئيس الأركان قابرييل دوب لام الذي يشغل منصب الرئيس المشارك لمجلس الدفاع المشترك في وقت نددت الحركة الشعبية بهذه الإجراءات معتبرة أنها "انتهاك صارخ لاتفاقية السلام المنشطة" ودعت إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين.
وفي تطور آخر شهدت ولاية (أعالي النيل) اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وميليشيات (الجيش الأبيض) التي تضم مقاتلين من قبيلة (النوير) حيث أعلنت الميليشيات سيطرتها على مدينة (ناصر) الاستراتيجية القريبة من الحدود الإثيوبية ما زاد من المخاوف بشأن استقرار المنطقة.
وحذرت الحركة في بيان من أن هذه الخطوات "تقوض الثقة بين الأطراف المشاركة في السلطة وتهدد بعرقلة الجهود الرامية إلى تهدئة الأوضاع الأمنية في البلاد" مشددة على التزام الحركة بتنفيذ اتفاق السلام.
وقد أسفرت الحرب الأهلية التي اندلعت في ديسمبر 2013 بعد إقالة الرئيس كير لنائبه مشار عن مقتل ما يقدر بنحو 400 ألف شخص كما أجبرت أكثر من 5ر2 مليون آخرين على الفرار من منازلهم وجعلت نصف السكان تقريبا البالغ عددهم 11 مليون نسمة يكافحون من أجل العثور على ما يكفي من الغذاء. (النهاية) م ع م / ر ج