باريس - 5 - 3 (كونا) —- اكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم الاربعاء أن الحرب في أوكرانيا مستمرة بنفس الشدة وأن الولايات المتحدة تدعم أوكرانيا بشكل أقل ما يترك شكواك حول ما سيحدث بعد ذلك.
جاء ذلك في خطاب توجه به ماكرون للفرنسيين عبر التلفزيون في وقت من الاضطرابات الجيو-سياسية المحيطة بالتقارب بين واشنطن وموسكو والهدنة بين أوكرانيا وروسيا.
وقال ماكرون عشية انعقاد المجلس الأوروبي اجتماعه في بروكسل وهو اجتماع يعد حاسما لمستقبل أوكرانيا إنه يخاطب الفرنسيين بسبب الوضع الدولي وعواقبه على أوروبا.
واشار الى دخول العالم في حقبة جديدة " إذ أنه وبعيدا عن أوكرانيا لا يزال التهديد الروسي موجودا ويؤثر على دول أوروبا" متحدثا عن "عدوانية روسيا" ومنتقدا توسعها وتدخلها على الأراضي الأوروبية.
ودعا ماكرون المجتمع الدولي الى مواجهة هذا "العالم الخطير" مشددا على اهمية الاستمرار في مساعدة الأوكرانيين على المقاومة ومؤكدا ان الطريق إلى السلام لا يمكن أن يمر عبر التخلي عن أوكرانيا.
ومن هذا المنطلق اعلن ماكرون انه سيجمع قريبا رؤساء أركان الدول التي تريد المشاركة بعملية السلام في أوكرانيا قائلا "أريد أن أصدق أن الولايات المتحدة ستظل إلى جانبنا ولكن يتعين علينا أن نكون مستعدين إذا لم يكن الأمر كذلك فنحن بحاجة إلى أن نجهز أنفسنا بشكل أكبر ونرفع من موقفنا الدفاعي وهذا من أجل السلام ومن أجل الردع".
وبينما أعلنت المفوضية الاوروبية عن خطة بقيمة 800 مليار يورو (861 مليار دولار) لإعادة تسليح أوروبا اعتبر الرئيس الفرنسي "أن الدفاع الأوروبي الذي ندافع عنه منذ ثماني سنوات أصبح حقيقة واقعة وهو ما يعني أن الدول الأوروبية أصبحت أكثر استعدادا للدفاع عن نفسها وحماية نفسها" مشيرا على وجه الخصوص إلى ألمانيا وبولندا.
كما تطرق في خطابه الى الردع النووي حيث إن فرنسا والمملكة المتحدة هنال الدولتان الوحيدتان اللتان تمتلكان أسلحة ذرية في القارة العجوز حيث يبلغ عدد الرؤوس النووية المشتركة بينهما نحو 500 رأس وذلك وفقا لإحصاء أجرته جمعية الحد من التسلح.
وأضاف ماكرون "في هذه المرحلة من العمل التي بدأت أخيرا تتمتع فرنسا بمكانة خاصة فنحن نملك الجيش الأكثر فعالية في أوروبا كما أننا مجهزون بقدرات الردع النووي ونظرا لتطور التهديدات فسوف يتعين علينا اتخاذ خيارات جديدة في مجال الميزانية واستثمارات إضافية أصبحت ضرورية الآن".
كما أشار إلى قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب "غير المفهوم" بزيادة الرسوم الجمركية على المنتجات الكندية والمكسيكية والأوروبية حيث وعد ماكرون بأن هذا الإجراء لن يبقى دون رد. (النهاية)
م ع / ر ج