مكة المكرمة - 6 - 3 (كونا) -- أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي اليوم الخميس أن الاجتماع الوزاري المشترك السابع بين مجلس التعاون والأردن يجسد أسمى معاني التعاون والتكامل والرغبة المشتركة الصادقة لتعزيز العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع بين الجانبين والسعي الدائم لدعم وتطوير الشراكة الاستراتيجية بينهم.
جاء ذلك في كلمة للبديوي خلال انعقاد الاجتماع الوزاري المشترك السابع بين دول مجلس التعاون والأردن في مدينة مكة برئاسة وزير الخارجية الكويتي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري عبد الله اليحيا وحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون ونائب رئيس الوزراء ووزير للخارجية وشؤون المغتربين بالأردن أيمن الصفدي.
وقال إن الاجتماع الوزاري المشترك السابع بين مجلس التعاون والأردن ينعقد في ظل تطورات وظروف إقليمية ودولية معقدة على الأصعدة كافة ويشوبها الكثير من القلق والتوتر مؤكدين على مواقفنا الثابتة في دعم القضية الفلسطينية في ظل التطورات المتسارعة والخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية في الوقت الراهن.
وأعرب عن دعم دول مجلس التعاون للأردن فيما يبذله من جهود إقليمية ودولية تجاه نصرة القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية مشيدا في ذات السياق بالمواقف التاريخية المتعددة التي تبناها الأردن بهذا الشأن.
وأكد رفض تحميل الأردن أي تبعات جراء دعوات التهجير غير الإنسانية والظالمة للشعب الفلسطيني.
وتابع ان الاجتماع يعتبر خطوة مهمة لتأكيد العزم على مواجهة التحديات التي تواجهه المنطقة على جميع الأصعدة متطلعا لمواصلة تدعيم أسس الشراكة الاستراتيجية الخليجية - الأردنية نحو إطار نموذجي وتكاملي متعدد الأبعاد ليعكس في مضمونه عمق وقوة العلاقات الأخوية والتاريخية.
وقال ان المتابع للعلاقات الخليجية - الأردنية سيلاحظ بشكل جلي عمق هذه العلاقات التاريخية والمصالح المشتركة بين دول مجلس التعاون والأردن فقد أسست هذه العلاقة من فترة طويلة وتم تأطيرها بتأسيس الشراكة الاستراتيجية بين دول المجلس والأردن واعتماد خطة العمل المشتركة للتعاون بين الجانبين (2020-2025).
وقال إن قادة دول المجلس في البيان الختامي في العلا (يناير 2021) أكدوا دعم الأمن والاستقرار وتعزيز التنمية بالأردن بالإضافة إلى تكثيف الجهود لتنفذ خطط العمل المشترك التي تم الاتفاق عليها في إطار الشراكة الاستراتيجية بينهما.
وبين أن العلاقات الاقتصادية بين دول مجلس التعاون والأردن شهدت نموا ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة خاصة بعد اعتماد خطة العمل المشتركة بين الجانبين وأمسى الترابط التجاري الاستثماري والاقتصادي ترابطا ملحوظا يعود بالفائدة على كلا الطرفين.
واستعرض حجم التبادل التجاري الذي بلغ خلال الفترة من 2020 وحتى 2023 أكثر من 36 مليار دولار مع توقعات بزيادة معدلات التبادل التجاري في الأعوام المقبلة بفضل التعاون الاقتصادي المستمر بين دول المجلس والأردن.
وبين أن الاستثمارات الخليجية تمثل حوالي 40 بالمئة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الأردن موزعة على قطاعات استراتيجية تشمل الصناعة والتكنولوجيا والطاقة والزراعة والسياحة والخدمات المالية مضيفا ان استثمارات دول مجلس التعاون في بورصة عمان بلغت 5ر5 مليارات دولار امريكي بنهاية أكتوبر الماضي.
وأشار الى مؤتمر الاستثمار الخليجي الأردني الأول الذي عقد بالأردن في ديسمبر الماضي حيث شارك فيه أكثر 300 رجل وسيدة أعمال من الجانبين الخليجي والأردني مضيفا ان المؤتمر يعتبر حجر الزاوية لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين الجانبين.
كما أشار إلى عدد اللجان المشتركة بين الجانبين والذي بلغ 15 لجنة مشتركة في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
وأكد الأهمية التي توليها دول المجلس للحوار وشراكة الاستراتيجية مع الأردن والتطلع لتعزيز هذه العلاقات وتطويرها في شتى المجالات.
بدوره قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن عمق العلاقات بين الجانبين حقائق لم تتبدل على مدى عقود من التعاون والعمل المشترك والدائم مضيفا انها اخذت خطوات عملية نحو ترجمتها إلى واقع أكثر انعكاس بشكل إيجابي على الجانبين.
وثمن دعم دول الخليج للأردن من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والتعامل مع الأزمات التي مر بها مشيرا إلى أنه في السنوات الماضية اتخذ الأردن العديد من الخطوات لتعزيز مسارات التعاون معربا عن التطلع إلى المزيد من التعاون اقتصادي لاسيما أن الاستثمار الخليجي في الأردن هو الأكبر بنسبة 40 بالمئة من نسبة الاستثمار المباشر.
وأشار إلى الإصلاحات الاقتصادية التي يقوم بها الأردن وتفتح آفاقا واسعة للتوسع في الصناعات عالية القيمة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وخدمات المستقبل.
وذكر أن الأردن حقق المرتبة ال11 عالميا في توفر المواهب والمهارات الرقمية التكنولوجية والمرتبة الثانية على مستوى المنطقة في مجال البيانات الكبيرة والتحليلات.
وقال إن الأردن ودول مجلس التعاون مواقفها واحدة ازاء القضايا الإقليمية مؤكدا الوقوف صفا واحدا مع الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه المشروعة وفي مقدمتها الحصول على دولته المستقلة. (النهاية) ف ن / ه س ص