من فواز اسميران (تقرير اخباري)
جدة - 7 - 2 (كونا) -- على موقع مميز يطل على ساحل البحر الأحمر انشئت مدينة الملك عبدالله الاقتصادية (KAEC) كمدينة نابضة بالحياة ومتنوعة المجالات وبوابة لأهم طرق التجارة العالمية لتكتسب بذلك ميزة تنافسية استثنائية عن مثيلاتها من المدن.
ونظرا لموقعها على طريق استراتيجي فريد يمر من خلاله حوالي 13 بالمئة من حركة التجارة العالمية أصبحت المدينة بوابة رئيسية للوصول إلى الأسواق العالمية إلى جانب الأسواق الصينية المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق والأسواق الأفريقية المتنامية.
ويعود إنشاء المدينة إلى عام 2006 حينما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بتشييدها ضمن مبادرة المدن الاقتصادية وفي عام 2023 انشئت منطقة اقتصادية خاصة بمساحة 60 كيلومترا مربعا داخل حرم المدينة ذاتها لتكون واحدة من أربع مناطق اقتصادية خاصة ضمن منظومة المناطق الاقتصادية الخاصة في المملكة والتي تشرف عليها (هيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة).
وتتكون (مدينة الملك عبدالله الاقتصادية) اليوم من (المدينة الاقتصادية) و(المنطقة الاقتصادية الخاصة) التي تضم أيضا (ميناء الملك عبدالله).
وتسعى المدينة لأن تكون وجهة استثمارية بارزة في المملكة من خلال تقديم مزايا تنافسية ضمن بيئة استثمارية تتميز بسهولة ممارسة الأعمال مدعومة ببنية تحتية متقدمة تماشيا مع مستهدفات (رؤية المملكة 2030).
وتتميز المدينة بمزيج فريد بين الحياة السكنية العصرية والفنادق العالمية والمرافق الترفيهية وبيئة الأعمال الديناميكية التي تلبي تطلعات المستثمرين فضلا عن (الوادي الصناعي) الذي يحتضن أكثر من 100 شركة من مختلف أنحاء العالم ليدعم بذلك مكانة المدينة كمركز اقتصادي صناعي حيوي يستقطب الاستثمارات الصناعية الكبرى.
وتساهم المدينة في تحقيق أهداف (رؤية المملكة 2030) عبر تطويرها لشبكة بنية تحتية متكاملة للاستثمار تربط بين المستويات المحلية والإقليمية والعالمية وبناء مدينة اقتصادية متكاملة تتميز بمرافق عالمية المستوى ما يعزز من جودة الحياة ويدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المملكة.
وفي إطار ملف استضافة (كأس العالم 2034) ستحتضن المدينة أحد أهم الاستادات الرياضية المستضيفة لمباريات البطولة والذي يتميز بتصميمه متعدد الاستخدام والمستوحى من الشعاب المرجانية التي يشتهر بها البحر الأحمر وبقدرة استيعابية تصل إلى 45 ألف مشجع مما يعكس التزام المدينة بتقديم تجربة رياضية عالمية في بيئة متطورة.
وتتمتع (مدينة الملك عبدالله الاقتصادية) ببنية تحتية متطورة بما في ذلك (ميناء الملك عبدالله) الذي يعتبر ثاني أكبر ميناء على البحر الأحمر كما تم تصنيفه من قبل (البنك الدولي) في عام 2022 كأكثر ميناء حاويات كفاءة في العالم.
كما ترتبط بقطار الحرمين السريع الذي يوفر وصولا مباشرا إلى كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة ومطار الملك عبدالعزيز الدولي.
وتسعى المدينة لأن تكون مدينة ذكية من خلال بنيتها التحتية التقنية المتقدمة بما في ذلك شبكة الألياف البصرية الحديثة لخدمات الاتصالات.
وتتميز المدينة أيضا بتوفر إمدادات المياه إلى جانب توافر الطاقة الكهربائية مع العديد من المبادرات الخاصة بالطاقة المتجددة مما يعكس التزامها بالاستدامة وتقديم حلول مستقبلية مبتكرة.
وفي المجال الصناعي تركز المنطقة الاقتصادية الخاصة ب (مدينة الملك عبدالله الاقتصادية) على إنشاء أول تجمع صناعي متكامل لقطاع السيارات في المملكة من خلال جذب كبرى شركات صناعة السيارات ومستلزماتها لتصبح أكبر تجمع صناعي من نوعه في المنطقة.
ومؤخرا أعلن ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان إطلاق تسمية (مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات) على المنطقة المخصصة لأنشطة تصنيع السيارات والواقعة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالمدينة.
وسيكون (مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات) محطة هامة في تحقيق التنويع الاقتصادي في المملكة ومركزا لقطاع صناعة السيارات وحلول النقل المستدام بما يسهم في دعم الناتج المحلي غير النفطي وزيادة الصادرات وتطوير قدرات القطاع.
وسيشكل المجمع مركزا رئيسيا للشركات المحلية والعالمية في قطاع السيارات من أبرزها مصنع شركة (سير) أول علامة تجارية سعودية للسيارات الكهربائية وشركة (لوسد موتورز) التي افتتحت أول مصنع دولي لها في (مدينة الملك عبدالله الاقتصادية) في عام 2023 إلى جانب العديد من المشاريع المشتركة ل (صندوق الاستثمارات العامة) السعودي مع المصنعين العالميين منها (هيونداي موتور) لإنشاء مصنع عالي الأتمتة لتصنيع السيارات واتفاقية المشروع المشترك مع شركة (بيريللي) لتأسيس مصنع للاطارات في المملكة.
وتجذب (مدينة الملك عبدالله الاقتصادية) الشركات الكبرى ذات القيمة المضافة للاستثمار فيها لما تتمتع به من موقع استراتيجي وبنية تحتية عالمية المستوى بجانب تقديم حزمة حوافز داعمة للأعمال.
وتقدم المنطقة الاقتصادية الخاصة بالمدينة مجموعة من الحوافز منها الإعفاءات الضريبية والملكية الأجنبية الكاملة مع أسعار تنافسية للخدمات مما يساعد الشركات في المنطقة على زيادة كفاءة تشغيل أعمالها والتركيز على النمو والابتكار.
ويمنح الموقع الاستراتيجي للمدينة المطلة على تقاطع طرق التجارة العالمية إلى جانب بنيتها التحتية المتطورة فرصة لتعزيز مكانتها كرائدة في النمو الصناعي والتجارة العالمية مما يجعلها فاعلا رئيسيا في تشكيل الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية.
وتقدم (مدينة الملك عبدالله الاقتصادية) والسعودية جملة من الفرص الاستثمارية الواعدة في كل من (المنطقة الخاصة) و(المدينة الاقتصادية) مما يجعلها مقصدا مثاليا للمستثمرين نظرا لما تتمتع به من بنية تحتية متقدمة داعمة للاستثمار تضم حلولا رقمية متطورة وشبكات بنية تحتية عالمية المستوى فضلا عن سهولة إجراءات إنشاء الأعمال ما يمنح المستثمرين تجربة سهلة وكفاءة تشغيلية عالية لأعمالهم.
وترسخ المدينة من مكانة المملكة كنقطة جذب تساهم في تعزيز تنافسية السعودية على الساحة العالمية في ظل ما تشهده من تحول اقتصادي واجتماعي وتحولها إلى مركز استثماري عالمي ووجهة جاذبة لمن يرغب بالاستثمار في قطاعات مختلفة. (النهاية)
ف ن / ط م ا