إسطنبول - 10 - 3 (كونا) -- أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تدين بشدة أي هجوم يستهدف وحدة سوريا واستقرارها وسلمها الاجتماعي معربا عن ترحيبه بالرسائل "المعتدلة" التي وجهها الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي عقب اجتماع الحكومة اليوم الاثنين في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة إن "تركيا تدين بأشد العبارات كل هجوم يستهدف وحدة سوريا واستقرارها وسلمها الاجتماعي وكل أعمال الإرهاب والتخويف".
وأضاف "نرحب بالرسائل الحازمة للرئيس السوري والتي تتسم بالاعتدال والتهدئة وتؤكد على عزم الحكومة على معاقبة الخارجين عن القانون".
وأشار الرئيس التركي إلى أن الأوضاع في منطقة الساحل السورية "أصبحت تحت السيطرة إلى حد كبير بفضل التدخل الفعال للقوات الحكومية" مستدركا بأن "الوضع على الأرض لا يزال حساسا".
وشدد على أن تركيا لن تسمح بإعادة رسم الخرائط في سوريا داعيا السلطات السورية إلى اتخاذ الخطوات الضرورية لتهدئة الأوضاع بسرعة.
وأوضح أردوغان أن بلاده لا تنظر إلى سوريا أو أي دولة أخرى في المنطقة من منظور الطوائف والمذاهب والأعراق مضيفا "نحن لا نولي اهتماما للانتماء العرقي أو الديني أو المذهبي سواء في سوريا أو العراق أو لبنان أو أي مكان آخر".
وأشار إلى أن السوريين يعيشون لأول مرة شهر رمضان دون الخوف من القصف بعد 14 عاما من النزاع معربا عن أمله في أن يكون رمضان هذا العام وسيلة لتعزيز الأخوة والسلام في المنطقة والعالم الإسلامي.
وفيما يتعلق بالوضع الأمني في سوريا قال أردوغان "هناك محاولات لإثارة الصراعات والتوترات عبر الانقسامات العرقية أو الدينية لافتا إلى أن أحدث مثال على ذلك الأعمال الإرهابية التي نفذها محرضون من فلول النظام السابق بهدف خلق صراع طائفي".
وأضاف "فقد عدد من عناصر الجيش السوري ومدنيون حياتهم خلال الأحداث التي اندلعت في بعض المناطق التي تسكنها الأقليات من بينهم مصلون استهدفوا غدرا أثناء خروجهم من صلاة التراويح".
وأكد أن الرئيس السوري أحمد الشرع ينتهج سياسة شاملة منذ تسلمه السلطة في 8 ديسمبر 2024 دون الإنزلاق إلى "دوامة الانتقام" مشددا على أنه "إذا استمرت هذه القوة في التزايد فإنها ستحبط المخططات الرامية إلى زعزعة استقرار سوريا".
وأعرب الرئيس التركي عن ثقته بأن الشعب السوري بكافة مكوناته سيتحلى بالحكمة ولن يسمح بتمزيق بلاده.
وفي سياق العلاقات الخارجية شدد أردوغان على رغبة تركيا في تطوير علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي ضمن إطار يهدف إلى تحقيق العضوية الكاملة لبلاده.
وعلى الصعيد الاقتصادي أوضح أن الدخل القومي تجاوز 3ر1 تريليون دولار بينما بلغ نصيب الفرد أكثر من 15 ألف دولار مؤكدا أن تركيا ستحقق نموا أقوى من خلال الاستثمار والتصدير. (النهاية)
ط ا / ح م ف