نيويورك - 11 - 3 (كونا) -- قالت مسؤولة بالاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء إن العالم يشهد انتهاكات صارخة لميثاق الأمم المتحدة ومحاولات لاستبدال حكم القانون بحكم القوة داعية إلى احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان.
جاء ذلك في إحاطة قدمتها الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس أمام اجتماع دوري يعقده مجلس الأمن الدولي حول التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
وأضافت كالاس أن العام الحالي يشهد مرور الذكرى الـ80 على إنشاء الأمم المتحدة مشيرة إلى أن المنظمة تواجه ضغطا غير مسبوق أمام التحديات التي تجابهها في قطاع غزة والسودان وأوكرانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وهايتي.
وبشأن أوكرانيا قالت المسؤولة الأوروبية إننا "نشهد على مدى ثلاث سنوات طوال حربا عدوانية غير قانونية تهدف إلى تدمير دولة عضو بالأمم المتحدة وتواصل روسيا غزوها الشامل غير المبرر".
ولفتت إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم أوكرانيا بما يتوافق مع حقها في الدفاع عن النفس والسعي لتحقيق السلام العادل والدائم بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
وأكدت أن أوكرانيا دولة ذات سيادة يبلغ عدد سكانها 40 مليون شخص وحاربت لمدة ثلاث سنوات من أجل البقاء والحفاظ على استقلالها مؤكدة أهمية تركيز الجهود على التوصل بشكل عاجل إلى سلام عادل ودائم في أوكرانيا.
وتطرقت كالاس إلى الحرب على غزة مشددة على ضرورة أن يلتزم الجانبان بتعهداتهما تجاه القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وأن تنجح المرحلة الثانية من المحادثات.
وشددت على حتمية عدم تسييس المساعدات الإنسانية أو إخضاعها للشروط وضرورة رفع كل القيود المفروضة على توصيل الإغاثة على نطاق واسع لافتة إلى أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر مقدمي المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية.
وجددت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي التأكيد على أن حل الدولتين يبقى السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين في منطقة الشرق الأوسط مضيفة أن الاتحاد يدعم الجهود الدبلوماسية عبر "التحالف الدولي لتحقيق حل الدولتين".
وأعربت كالاس عن رفض الاتحاد القاطع لأي محاولات لإدخال تغييرات سواء على الأرض أو التركيبة السكانية في غزة أو أي منطقة أخرى بالعالم.
وفي السياق رحبت بالخطة العربية للتعافي وإعادة الإعمار التي قدمت أخيرا في القمة العربية في القاهرة والمعتمدة أيضا من منظمة التعاون الإسلامي.
وحول سوريا شددت المسؤولة الأوروبية على أهمية انخراط جميع الأطراف في حوار يملكه ويقوده السوريون مشيرة إلى أن الفظائع التي وقعت خلال الأيام الماضية غير مقبولة وتظهر مدى هشاشة الوضع.
وأشارت إلى أن مؤتمر بروكسل السابع المقرر يوم 17 مارس الحالي سيعالج الاحتياجات الفورية للمرحلة الانتقالية في سوريا مؤكدة استعداد الاتحاد الأوروبي لتعزيز دعمه للانتقال الجامع لمعالجة الاحتياجات الإنسانية والمساعدة في التعافي الاقتصادي.
وأكدت كالاس أيضا ضرورة أن تواصل سلطات تصريف الأعمال اتخاذ الخطوات السليمة وأن تمتنع كل الأطراف عن العنف.
وفيما يتعلق بالسودان قالت المسؤولة الأوروبية إن الحرب في البلاد أدت إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم لافتة إلى أن الاتحاد الأوروبي دعم كل الجهود الهادفة لوضع حد للحرب وأنه يواصل العمل عن قرب مع الآليات الدولية للمساءلة لتقديم مرتكبي الفظائع إلى العدالة.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي خصص خلال عام 2024 ما يقرب من 260 مليون يورو (حوالي 284 مليون دولار أمريكي) للاستجابة الإنسانية لمساعدة المحتاجين في السودان.
وختمت كالاس إحاطتها بالتأكيد على أن الاتحاد الأوروبي سيظل شريكا يعتمد عليه للأمم المتحدة في كل المجالات من دعم القانون الدولي وحقوق الإنسان وجهود السلام إلى الأمن وتعزيز التعددية والتمويل والجهود الإنسانية. (النهاية) ع س ت / ر س