نيويورك - 18 - 3 (كونا) -- حذر المراقب الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة السفير ماجد عبدالعزيز اليوم الثلاثاء من عواقب استئناف القصف العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة "وتكثيف سياسة التجويع والحصار" التي تفاقم معاناة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في ظروف قاسية.
وأعرب عبدالعزيز - متحدثا باسم المجموعة العربية - أمام جلسة مجلس الأمن الدولي لمناقشة القضية الفلسطينية عن إدانته ورفضه لهذه "الإجراءات اللا إنسانية" التي وصفها بأنها "عقاب جماعي تنتهجه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وعلى نحو يتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية" للمنظمة الأممية.
وشدد على حتمية أن ينهض مجلس الأمن بمسؤولياته هذه المرة وأن يجبر الاحتلال على الوفاء بالتزاماته بموجب اتفاق إيقاف إطلاق النار بما في ذلك فتح المعابر كافة أمام المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والوقود وإعادة التيار الكهربائي للقطاع.
وأشار عبدالعزيز إلى أن تبعات إخفاق المجلس في اتخاذ هذه الإجراءات تنذر بوقوع "كارثة إنسانية كبرى لن تحمد عقباها".
وأكد باسم المجموعة العربية ضرورة تفعيل مجلس الأمن لآليات الرقابة الدولية لضمان وصول المساعدات بشكل آمن ومستدام إلى جميع الفلسطينيين وضرورة تعزيز الجهود الدولية لضمان حماية المدنيين في الأراضي المحتلة وتلبية احتياجاتهم الأساسية بشكل فوري وفعال.
وشدد المراقب الدائم لجامعة الدول العربية على أهمية الدور الإنساني الذي تضطلع به وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وضمان استمرارها في تأدية خدماتها الحيوية.
من جانبه أعلن المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور أمام المجلس أن التقارير الحالية تشير إلى مقتل أكثر من 400 شخص وإصابة نحو 600 آخرين جراء استئناف عدوان الاحتلال.
وأضاف منصور أن هذا الاجتماع تم طلبه في الأصل "لمناقشة تسليح إسرائيل للمساعدات الإنسانية لأغراض العقاب الجماعي حيث اعترف القادة الإسرائيليون بذلك علنا ولم يعودوا يشعرون بالحاجة حتى إلى التظاهر".
وتابع قائلا "يقتل الفلسطينيون ويحرمون من المساعدات الإنسانية ويشوهون ويحتجزون بشكل عشوائي" معربا عن إدانته بأشد العبارات لعدوان الاحتلال الذي "لا يمكن تبريره أبدا ويجب أن يتوقف فورا".
وأوضح المندوب الدائم لدولة فلسطين أن كل هذا يحدث خلال شهر رمضان المبارك "بعد عام من اختيار المجلس هذه الفترة نفسها نظرا لأهميتها للدعوة لأول مرة إلى إيقاف إطلاق النار والإبادة الجماعية وإيقاف المعاناة الإنسانية التي تفوق التصور".
وأكد منصور أن دولة فلسطين والدول العربية بدعم من الكثيرين حول العالم "بذلت كل جهد لضمان وضع غزة على وجه الخصوص وفلسطين ككل على مسار مختلف نحو الحياة والحرية".
ولفت إلى أنه "تم اعتماد رؤية واضحة مصحوبة بخطة متينة من قبل القمة العربية ودعمها الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي وقد لقيت ترحيبا عالميا" معتبرا أنها "السبيل الوحيد القابل للتطبيق" بعيدا عن الصراع ونحو السلام.
وكانت السلطات الصحية في غزة قد أعلنت استشهاد 413 فلسطينيا على الأقل نتيجة العدوان الذي استأنفه الاحتلال الاسرائيلي على القطاع فجر اليوم الثلاثاء في خرق واضح لاتفاق إيقاف إطلاق النار. (النهاية)
ع س ت / ف ا س