نيويورك - 24 - 3 (كونا) -- دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الاثنين مجلس الأمن الدولي إلى التغلب على الانقسامات والخلافات حول عمليات السلام وبناء الدعم السياسي الموحد والمتسق الذي تحتاجه هذه العمليات.
جاء ذلك في كلمة ألقاها غوتيريش أمام جلسة عقدها مجلس الأمن بعنوان "تعزيز القدرة على التكيف في عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة - الاستجابة للحقائق الجديدة".
وأكد غوتيريش أن الوقت قد حان لتكييف عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة لتكون أكثر فعالية في مواجهة التحديات المتزايدة التي يشهدها العالم مشيرا إلى أن العمل جار حاليا لمراجعة شاملة لجميع أشكال عمليات السلام بناء على طلب الدول الأعضاء في ميثاق المستقبل بهدف اقتراح توصيات ملموسة لجعلها أكثر ملاءمة للواقع الحالي.
وأوضح أن المراجعة ستشمل مشاورات واسعة النطاق مع الدول الأعضاء والجهات المعنية الأخرى وستستند إلى التحليلات المقدمة في تقريره المعروف باسم "الخطة الجديدة للسلام" بالإضافة إلى أول دراسة شاملة لتاريخ البعثات السياسية الخاصة خلال 80 عاما من عمر الأمم المتحدة.
وشدد على أهمية انخراط عمليات السلام في تخطيط عمليات الانتقال مع البلدان المضيفة والجهات المحلية والإقليمية منذ المراحل الأولى وضرورة وجود ولايات واضحة واستراتيجيات خروج قابلة للتطبيق.
ونبه غوتيريش إلى أن عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة تحمي الأفراد والمجتمعات في بعض الأماكن الأكثر يأسا على وجه الأرض وتشمل هذه العمليات كلا من عمليات حفظ السلام والبعثات السياسية الخاصة.
وأضاف أن عملها يتراوح من الإنذار المبكر إلى الدبلوماسية الوقائية ومن صنع السلام إلى التحقق من اتفاقيات السلام وحماية المدنيين ومن التفاوض على إيقاف إطلاق النار إلى مساعدة الأطراف على تنفيذه على الأرض وإلى الدعم الانتخابي وبعثات المراقبة.
وذكر الأمين العام أن تلك العمليات مجتمعة تمثل "أداة مهمة" تحت تصرف مجلس الأمن للحفاظ على السلام والأمن الدوليين في مجموعة متنوعة من السياقات.
وبين أن عمليات السلام جرى تصميمها ليس فقط لتكون مثالا فعالا للتعددية بل لتكون أيضا مثالا فعالا من حيث التكلفة "في أفضل حالاتها تظهر كيف أنه عندما تتكاتف الأمم المتحدة لمواجهة التحديات يتم تقليل العبء على البلدان الفردية وحدها".
واستشهد الأمين العام بأمثلة ناجحة لتكييف عمليات السلام الأممية من بينها قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) التي وضعت مؤخرا خطة تكييف لدعم الأطراف - في لبنان والاحتلال الإسرائيلي - في الوفاء بالتزاماتها بموجب القرار 1701.
وتشمل الأمثلة أيضا منطقة أبيي (المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان) حيث جرى إعادة تشكيل قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا) لتصبح قوة متعددة الجنسيات. (النهاية)
ع س ت / م ع ح ع