جنيف - 28 - 3 (كونا) -- حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) اليوم الجمعة من كارثة إنسانية في قطاع غزة جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي قائلا إنه يحمل سمات "الجرائم الفظيعة" ضد الفلسطينيين.
وأكد المتحدث باسم (أوتشا) يانس لايركه خلال مؤتمر صحفي في جنيف أن القصف المستمر لقوات الاحتلال والغارات الجوية يمثلان "استخفافا رهيبا بلغ مستويات مروعة بحياة الإنسان وكرامته" لافتا إلى مقتل مئات المدنيين بينهم أطفال واستهداف مناطق مكتظة بالسكان كما باتت المستشفيات ساحات للحرب.
وأضاف أن أوامر الإخلاء التي أصدرتها قوات الاحتلال تغطي الآن 18 في المئة من أراضي غزة وأنها في تزايد مستمر موضحا أن ذلك "أجبر أكثر من 142 ألف فلسطيني على النزوح مجددا رغم عدم وجود أي مكان آمن يلجؤون إليه أو وسائل للبقاء على قيد الحياة".
وأكد مواصلة الأمم المتحدة وجودها في القطاع رغم قتل وإصابة العديد من موظفيها يوميا.
وأوضح أن الحصار المفروض على القطاع وإغلاق المعابر أمام دخول المساعدات الإنسانية منذ مطلع مارس الجاري أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والمعدات الطبية والمواد الأساسية الأخرى مشيرا إلى أن الغذاء الموجود في غزة "لا يكفي لأكثر من أسبوعين على اقصى تقدير وفق معطيات برنامج الأغذية العالمي".
من جانبه أكد ممثل منظمة الصحة العالمية ريك بيبركورن خلال نفس المؤتمر أن قطاع غزة يعاني نقصا شديدا في الأدوية والمضادات الحيوية والدم قائلا إنه "لا يوجد اليوم سوى أقل من 500 وحدة دم في بنوك الدم في وقت تقدر الحاجة فيه بآلاف الوحدات".
وأضاف بيبركورن أن غياب المعدات الطبية الأساسية مثل أجهزة تحليل الدم والميكروبيولوجيا يعيق بشكل كبير التشخيص الدقيق للأمراض والاصابات ما يزيد من صعوبة الوضع.
وأوضح أن المستشفيات تعاني أيضا نقصا حادا في مستلزمات التخدير اللازم للعمليات الجراحية والولادات إضافة إلى الإمدادات الأساسية لصحة الأم والطفل والوقود ما أدى إلى تعطيل عشرات سيارات الإسعاف وصعوبة تقديم الرعاية الصحية في حالات الطوارئ.
وحذر بيبركورن من استمرار استهداف المنشآت الطبية وقتل العاملين الصحيين فيما لايزال بعض أفراد الفرق الطبية في عداد المفقودين. (النهاية) ا م خ / أ م س